أنس تناح فنان مبدع مولع بالتمثيل، شاب طموح متواضع، دائم الابتسامة وداعم للمواهب، ابن مدينة سيدي بلعباس، من مواليد 1990،خريج المعهد البلدي تخصص فنون درامية، بدأ مشواره الفني منذ سن الطفولة، علاقته بالفن كعلاقة السمكة بالبحر لا يمكن له أن يعيش في محيط غير محيط الفن والتمثيل والإبداع، وفي دردشة مع أنس فتح فيها قلبه لـ"الجمهورية" كشف عن بعض آماله وأحلامه واسترجع ذكرياته وعبّر عن أرائه.
ما هو جديدك الفني ؟
أنا بصدد التحضير لسلسلة "أنس ووركس 2 "، التي تعرض على شاشة التلفزيون، وهي حصة أتقمص فيها أدوارا خاصة بحرف ومهن متنوعة ، ففي كل مرة أقوم بدور معين، أحاول من خلاله الكشف عن تفاصيل و كواليس كل مهنة على طريقتي، و كشف مزاياها ليحبها المشاهد ويرى الجانب الجيد منها، و قد لقيت السلسلة في موسمها الأول نجاحا كبيرا، دفعنا إلى التحضير لجزء ثان، آمل أن ينال إعجاب الجمهور.
بعيدا عن الفن، كيف يقضي أنس عطلته الصيفية؟
أجد نفسي منشغلا جدا بعملي، خاصة وأنني حاليا متواجد بالجزائر العاصمة التي تشهد شوارعها اختناقا مروريا كبيرا، كما هو معروف بطبيعة الحال إذ ينتهي يوم المواطن بين ساعات العمل وساعات التنقل نحو المنزل، ربما يمكنني أن آخذ قسطا من الراحة نهاية موسم الصيف بأخذ عطلة صغيرة لعدة أيام فقط.
ما هو الدور الذي تتمنى أن تجسده؟
أنا كفنان، يمكنني أن أتقمص أي دور يدخل ضمن سلسلة الأعمال التي تعرض عليّ، وأعيشه بكل تفاصيله، لكن إذا تحدثنا عن جانب الموضوع بحدّ ذاته، فأنا أحب الأدوار التي تبرز من خلالها الأعمال الإنسانية وتنطوي على رسائل هادفة وتفيد المجتمع، وتأتي لمعالجة قضية معينة، وعليه أذكر تجربتي في فيلم " حليم الرعد"، حيث لاحظت الأثر العميق والتفاعل الكبير الذي أحدثه وسط المتابعين و وهو ما شدّني كي أبقى في نفس المنوال، دون الخروج من دائرة الأعمال ذات البُعد الإنساني والرسائل الهادفة.
من هو الفنان الذي تطمح أن تشاركه عملا فنيا؟
لأكون أكثر وضوحا، أنا أحب جميع الفنانين الجزائريين، وأُنوه لموضوع وملاحظة، فأنا من الأشخاص الذين يشعرون بكثير من الوجع حين يغادرنا فنان كبير وأشعر بأن جزءا مني غادر هذا العالم ،كما أشعر بالحسرة لأنني لم أشارك ذلك الفنان الراحل عملا فنيا ،فالفنانين الكبار هم أساتذتنا الذين تعلمنا منهم الكثير، وقد فقدت الساحة الفنية الجزائرية أسماء لامعة ذات وزن ثقيل، لذلك كلما أشاهد فنانا كبير في الاسم والسن، أتمنى أن أسجل حضوري معه في عمل يجمعني به .
من هو صديق طفولتك ؟
ليس لدي صديق واحد، و إنما لدي مجموعة كبيرة من أصدقاء الطفولة، كنا عبارة عن عائلة واحدة منهم عباد كريم بلحاج إسماعيل، شراك عادل، تيفس سفيان ،حفيظ بوشيخي وغيرهم ،كنا عبارة عن مجموعة موحدة جمعها حب الفن والمسرح، كانت لدينا ذكريات جميلة و بعدها كل واحد منا أخذ طريقه بسبب ظروف الحياة العمل والعائلة ،لكن أجد أن وسائل التواصل الاجتماعي جعلتنا على تواصل من جديد كما أننا نلتقي في المناسبات، ومهما كانت الظروف كما نقول بالعامية :" الواحد ماينساش العشرة وماينساش الناس اللي كبر معهم وقدموا له الدعم حين كان صغيرا" .
ماذا تقول لوالديك ؟
أقول لوالديّ بارك الله لي فيكما، أنا أشعر بالفخر والسعادة حين أسمع كلمة كثيرا ما تتكرر على مسمعي "يرحم من رباك" ، و لا أنسى أي شيء تعلمته منهما، تعلمتُ الكثير من أمي التي لم تبخل يوما عن الجواب عن أي سؤال قدمته لها من باب الفضول، هي من فتحت المجال لمخيلتي لتتسع أكثر، تعلمتُ الكثير من طيبتها وقلبها الكبير ،أذكر جيدا تلك الصرامة التي كان يعاملني بها والدي التي أيقنت اليوم أنها سرّ انضباطي، بحيث كبرتُ وأصبحت مستقلا وأعيش بحرية تامة ،إلا أنني لا أزال أسير وفق القواعد التي وضعها أمامي أبي في صباي، فهي تقف نصب عيني اليوم لتوجهني لفعل ما، و تمنعني عن فعل آخر ولا زلتُ أسير وفق ما يقبله أبي وأتجنب ما يرفضه، طاعة وحبا وفخرا ،لأنه الأفضل والأنسب دون شك، كما أجد أن علاقتي بأمي وأبي علاقة صداقة أكثر .
ما هو البلد الذي تتمنى زيارته؟ ولماذا ؟
صراحة، أنا أحب السفر، و أتمنى زيارة كل البلدان، أحب الاستكشاف ومعرفة الثقافات المتنوعة كفضول لدى كل فنان، لكن تأتي إيطاليا في مقدمة القائمة والصين واليابان، إيطاليا أحببتها من خلال ما كنت أتابعه من أفلامها، خاصة أن لديهم السينما الواقعية ،وهنا يبرز مدى دور السينما في الترويج للسياحة لأي بلد، أما بالنسبة للصين اليابان والهند، فيدفعني الفضول إلى معرفة ما يوجد في بلدان بعيدة كل هذا البعد عنا جغرافيا، أريد أن أقف على واقع التطور ببعض البلدان، كما أحلم بزيارة بلدان عديدة أخرى.
ما هي أكلتك المفضلة خلال فصل الصيف ؟
أنا بين فترة وأخرى أقوم بحمية من أجل لياقتي في العمل والتمثيل، وحاليا أنا في فترة "ريجيم" لذلك أتجنب الأكل خارج البيت، وأفضل أن أقوم بالطهي، كما أهتم بالأكل الصحي، وأُعدُّ أطباقا معينة منها "الغراتان".
ما هي آفاقك المستقبلية ؟
أنا كفنان أرى أن الفن رزق من الله أكرمني به، ومن واجبي أن أستغله أحسن استغلال، فأصلح به وأعالج به، على الفنان أيضا أن يعمل من أجل أن يكون على قدر المسؤولية التي تقع على عاتقه، أنا إنسان طموح منذ صغري أحمل رسالة ثقيلة الوزن، بقدر ما أحمل من أحلام ،أرى أن البعض منها تحقق على أرض الواقع والبعض منها يسير بخطى ثابتة، كما أنني راض على ما وصلت إليه من باب الامتنان والقناعة ،وسأعمل بجدّ من أجل تحقيق النجاح وبلوغ الأهداف.
أطمح كفنان أن أكون في مرتبة تمكنني من مساعدة الناس وخاصة المواهب الشابة، تماما كما حدث معي حين وجدتُ من دعمني وآمن بقدراتي واستمع إليّ وشجعني .