غابة "مسيلة" ببوتليليس

غابة "مسيلة" ببوتليليس
صيفيات
هي واحدة من بين أهم وأجمل الغابات بالباهية وهران، تتمتع بغطاء غابي كثيف ومتنوع وتستقطب مئات الزوار أسبوعيا بسبب موقعها الجميل وثرواتها الطبيعية الأخّاذة، إنها غابة "مسيلة " المحاذية لشاطئ مداغ الواقعة بدائرة بوتليليس بوهران ،والتي تتربع على مساحة 500 هكتار، بها أنواع كثيرة من النباتات والأشجار وتزخر بثروات حيوانية، تشمل 16 نوعا من الثدييات، منها 8 أنواع من الزواحف و 5 أنواع من البرمائيات و 48 نوعا من الطيور، منها المحمية وغير المحمية. وهو الأمر الذي زكّى غابة مسيلة ليتم تصنيفها كمحمية طبيعية لتكاثر الحيوانات البرية، وهي الخطوة التي ساعدت على ظهور بعض الطيور والحيوانات النادرة على غرار الحجلة وطير" القرقف" والنقار، وحيوان الذئب الذهبي الإفريقي، بفضل عودة الهدوء إلى المكان الذي عمدت محافظة الغابات إلى تسييج محيطها، عقب تصنيفها سنة 2015 كمحمية طبيعية وطنية، للحفاظ على الحياة البرية ومحاربة الصيد العشوائي وغير المنظم بها، وهو ما قد يهدد حياة أنواع وسلالات كثيرة من الحيوانات هذا وتتوفر المحمية على ثروة نباتية معتبرة منها الأصناف المورقة والصنوبريات وغيرها من الأشجار التي يمتد عمرها إلى عشرات السنين، وهي الأجواء التي تشجع على وجود أصناف بعض الحيوانات العشبية، هذا وتعتبر غابة "المسيلة" متنفسا طبيعيا رائعا يجذب إليه العائلات المتوجهة إلى شاطئ "مداغ" والعائدة منه لأخذ قسط من الراحة بعد رحلة استجمامية مريحية في البحر، تنتهي أو تبدأ بين أحضان الطبيعة، وبين شجيرات الغابة التي تُعد واحدة من بين أهم الفضاءات الترفيهية الطبيعية التي تستقطب العائلات الباحثة عن المتعة والاسترخاء في أجواء هادئة مليئة بالسحر والجمال والأجواء العائلية، خاصة وأنها تستقبل يوميا عشرات المواطنين من داخل الولاية وخارجها، فضلا عن الزوار القادمين على متن الرحلات المبرمجة من قبل الجمعيات الرياضية والفرق الكشفية وغيرها من المواطنين الذين يفضلون التوجه إلى الغابة بدل الشاطئ، بسبب أجوائها المنعشة واللطيفة. تجدر الإشارة إلى أن الغابة تعرضت عدة مرات لإحتراق مساحات واسعة من غطائها الغابي، بسبب تصرفات غير مسؤولة من قبل بعض المواطنين الذين يشعلون النيران في أجواء عائلية، بغية التمتع بوجبة شواء أو شاي على الجمر دون أن يتأكدوا قبل مغادرتهم المكان، من إطفاء المجمر ،الأمر الذي قد يتسبب في كوارث لا تُحمد عقباها كاشتعال النيران بفعل الرياح والتهامها لمساحات شاسعة من الغابة وبذلك تكون الخسائر مضاعفة بين الثروات الغابية والحيوانية، ولذلك فإن أعوان حماية الغابات والحماية المدنية و المسؤولين المحليين يوجهون رسائل توعوية للمواطنين ،بغية تحذيرهم وتنبيههم بأن تصرفا صغيرا غير محسوب، قد يكون كافيا لإحراق غابة وإزهاق أرواح، لذلك وجب اتخاذ الحيطة والحذر عند التوجه للغابات والمساحات الخضراء.

يرجى كتابة : تعليقك