تعتبر منارة "كاب إيفي" من أقدم المنارات "النارية" في الجزائر، حيث كانت السفن التجارية و أصحاب القوارب الصغيرة يعتمدون عليها ،كونها تنير طريقهم عبر الساحل المستغانمي إلى غاية خليج أرزيو وهذا منذ العصر الروماني، أي قبل أكثر من 2000 سنة .
في سنة 1878 قررت الإدارة الإستعمارية ونظرا لأهمية هذا الموقع إنجاز منارة حديثة تتماشى والمنارات العالمية، وفي سنة 1982 تم تسجيل "كاب إيفي "كمعلم تاريخي ووثائقي ، اختيار بناء المنارة في هذا المكان راجع إلى أن هذا المكان يرتفع عن سطح البحر بـ 212 م ويمكن مشاهدة المنارة عن بُعد 120 كلم، لأن المكان عبارة عن قمة جبل صخري يطل على مسطح مائي واسع للبحر الأبيض المتوسط وشاطئ يمتد على طول 30 كلم، تقع المنارة على بعد 20 كلم عن مقر ولاية مستغانم، وتعد اليوم إحدى المعالم السياحية الهامة للولاية على غرار حائط "كلميتو"، مدينة كيزا ، مغارة الفراشيح ...،
في السابق كانت إدارة المنارة تسمح للزوار بزيارة هذا المعلم السياحي والتمتع بالمناظر الجميلة التي تحيط به، بدءا بالبحر الأزرق والنقي شمالا، شواطئ "كاب إيفي" و الصخرة الثالثة وشواطئ ويليس والميناء الصغير" شرقا وغربا ،وصولا إلى غابات الصنوبر شمالا ، وأكثر من هذا كان الزوار يستمتعون قبل غلق المنارة بالاطلاع على مذكرات نادرة ومعدات قديمة خاصة بالمنارة، كما كان السياح القادمين من مختلف أنحاء الوطن يأتون خصيصا لمشاهدة المنارة من الداخل ، ولهذا السبب فإن الكثير من عشاق السياحة والتراث يطالبون من إدارة المنارة بالسماح لهم من جديد بالدخول إلى هذا المعلم والاستمتاع بالمناظر الجميلة .