تعد "السيق" واحدة من أقدم الألعاب التقليدية التي يلعبها الكبار والصغار، نظرا لما تتطلبه من روح تنافسية، ورغم ابتعاد صغار السن عن هذه اللعبة واهتمامهم بالألعاب الرقمية الحديثة، إلا أن الشيوخ وكبار السن مازالوا متشبثين بها حتى الآن، ويلجأون إليها في أوقات فراغهم، سيما خلال فصل الصيف .
ففي منطقة "الجعافرة" ببلدية سيدي أحمد بسعيدة يقضي الشيوخ ما يناهز الساعة في هذه اللعبة التقليدية، قبيل أذان المغرب، حيث ينقسم لاعبو "السيق " إلى فريقين، يتراوح عدد أعضاء كل فريق من شخصين إلى 4 أشخاص، ويتم إجراء القرعة فيما بينهم لتحديد الفريق الذي سيبدأ اللعب، و تعتمد اللعبة على 6 قطع خشبية، بطنها أبيض وظهرها ملون ومستطيل، يتم رسمه وتقسيمه إلى 3 خطوط على الطول و12 خانة أو أكثر على العرض، وتبدأ المجموعتين بترتيب حجرة صغيرة مختلفة عن بعضها البعض في الخط الذي يواجهها فيما يترك الوسط فارغا، تتحرك فيه الحجرة وتبدأ اللعبة بنشر القطع الخشبية من قبل أحد اللاعبين على الأرض، بهدف الحصول على ضربة "السيق" التي يشترط أن تأتي 03 قطع ظهرها إلى الأرض و03 قطع باطنها إلى الأرض، وتخضع اللعبة للوضعيات المختلفة التي تظهر عليها القطع الخشبية بعد نثرها ولكل وضعية تسمية وأفضلية على الأخرى.
ونفس الشيء ينطبق على لعبة " أم الديار" التي يتنافس فيها فريقان أو لاعبان منفردان على رقعة مرسومة على التراب، وتحتوى على 12 حفرة صغيرة، وتستخدم فيها قطع صغيرة من الحجرة مختلفة الألوان ، ويجب على كل لاعب محاصرة الطرف الأخر لمنعه من تحريك حجرته في المربع، وبالتالي شلّ حركته بالكامل، ليفوز عليه، حيث تبقى لرياضات والألعاب التقليدية، أن تعزز القيم الاجتماعية والأخلاقية مثل ضبط النفس والحياء، حيث تعزز تلك المبادئ نشر القيم مثل النزاهة والاحترام والإدماج على الصعيدين الفردي والجماعي، مما يساهم في تعزيز التماسك الاجتماعي والدعوة لبناء السلام وتوطيد العلاقة بين الشعوب فإنها توفر فرصة ذهبية للجمع بين الناس، وتقوية أسس التسامح وتسليط الضوء على قيمة التفاعلات بين الناس.
////////
