تحت شعار (تكوين + فرصة عمل) مدارس وهمية تقدم تكوينات مكثفة بشهادات غير معتمدة

تحت شعار (تكوين + فرصة عمل) مدارس وهمية تقدم تكوينات مكثفة بشهادات غير معتمدة
وهران
ظهرت في السنوات الأخيرة مدارس ومراكز تنامت كالفطريات استثمرت في أفكار مربحة وطورت من ممارساتها التجارية بإعطائها الطابع التكويني والتدريبي تحت مسمى (ديبلوم معتمد)، واعتمدت على وسائل التواصل الاجتماعي في عمليات الدعاية والترويج لعروضها التي تستميل أغلب الشباب العاطل عن العمل والباحثين عن فرص تكوين تسمح لهم ولوج عالم الشغل من أوسع الأبواب على حد اعتقادهم، ليكتشفوا أنهم وقعوا ضحية نصب واحتيال، بعد أن اصطدموا بحقيقة غير التي تفنن القائمين على هذه الدورات في وصفها باعتماد أساليب الاقناع و المراوغة وإيهامهم بإمكانية فتح مشاريع أو ايجاد وظيفة بسهولة، تحت شعار (تكوين + فرصة عمل). . و تنشط على مستوى ولاية وهران العديد من مدارس التكوين الخاصة بطرق غير قانونية ، يزعم اصحابها على أنها معتمدة ويروجون لعروضهم على ذلك الأساس، وتقدم هذه المراكز التي غالبا ما تكون بمقرات وعناوين وهمية دورات تعليمية وتدريبية سريعة في كل التخصصات المهنية والحرفية دون استثناء، على غرار الحلاقة والتجميل والتمريض و بائع صيدلي و تصميم ديكورات المنازل و الارشاد السياحي و المحاسبة ومربية برياض الأطفال و بل ووصل الأمر الى خلق تخصصات جديدة كتكوين مساعد طبيب ومخبري وغيرها من التكوينات التي فتحت وفُرضت كتخصصات مطلوبة اعتمادا على قوانين العرض والطلب في سوق العمل، تستغل بها حاجة الشباب للشغل لصياغة الدعاية بالوجه المطلوب وأخذ مبالغ خيالية تبدأ من 15 ألف دج الى غاية 40 ألف دج مقابل يومين أو 3 أيام من التكوين على الأكثر بمعدل 6 ساعات يوميا، وبين أسبوع الى 4 أسابيع بالنسبة للتكوين في المهن العلمية. حالات كثيرة صادفناها ومنهم من توجهوا الى الجريدة من أجل فضح هذه الممارسات وتنبيه غيرهم من خلال مقال مفصل، ونشير الى أغلب الضحايا الذين وثقوا في هذه المدارس خرجوا من الدورة التكوينية التي لم تتجاوز مدة التدريب فيها 18 ساعة دون أي فائدة، منح لهم في آخر المطاف شهادات (من ورق) غير معتمدة وغير معترف بها. والمؤسف أن الضحايا لم يرفعوا شكاوي ضد هذه المدارس لعدة وجود أدلة ملموسة من جهة، وانعدام مقرات أو عناوين حقيقية لها، مع العلم أن صاحب المدرسة بعمل بالتعاقد مع مدربين ومكونيين حسب كل تخصص وقد يكونون من خارج الولاية وسرعان ما يختفون بعد انتهاء التكوين. ومن جهتها أكدن مصادر من مديرية التكوين المهني والتمهين أن هناك قائمة مفصلة بالمدارس والمراكز التكوينية المعتمدة والتي تنشط بطريقة مرخصة وقانونية وتقدم تكوينات تأهيلية وتطبيقية وتمنح شهادات معتمدة يمكن أن يلتحق بها المكون بمنصب شغل، وحسب نفس المصادر فان الانتشار الواسع هذه المدارس التي تدعي أنها معتمدة حال دون الكشف عنها خاصة وأنه لم تقدم أي شكوى، داعية الشباب الى التأكد من هوية أي مركز تدريبي قبل الانضمام اليه أو التقرب من مراكز ومعاهد التكوين المعتمدة المنتشرة عبر الولاية للاستفادة من مختلف التكوينات المتاحة وعدم اللجوء الى التكوينات السريعة التي ليس لديها أي فائدة علمية أوتأهيلية للعمل مستقبلا.

يرجى كتابة : تعليقك