يسرد الفيلم الوثائقي التاريخي "الجزائر بدمي أفديك" الذي عرض هذا السبت بسينماتيك الجزائر، بطولات المرأة الجزائرية أثناء الثورة التحريرية ودورها في تدعيم صفوف جبهة وجيش التحرير الوطني من أجل الحرية والاستقلال.
وبحضور وزيرة الثقافة والفنون السيدة صورية مولوجي، احتضنت قاعة السينماتيك للجزائر العاصمة، العرض الشرفي الأول للفيلم الوثائقي التاريخي "الجزائر بدمي أفديك" للمخرجة وكاتبة السيناريو رزيقة مقراني، التي سردت فيه مواقف المرأة الجزائرية المشرفة أثناء الثورة التحريرية ومساهمتها الفعالة في مختلف الميادين لدعم صفوف جبهة جيش التحرير الوطني من أجل استرجاع السيادة الوطنية.
وطيلة ساعة و12 دقيقة، حاولت رزيقة مقراني، أن تبرز أبعاد هذه الملحمة التاريخية لتكشف التفاصيل البعيدة التي تؤرخ لوجود المرأة الجزائرية بين صفوف المقاومين والمناضلين و الثوار، حيث كانت منذ بدايات الاستعمار الفرنسي للجزائر مستعدة لخوض غمار المعركة من أجل طرده نهائيا ووضع حد لبطشه وجرائمه.
وقد ضم الفيلم الوثائقي عديد الشهادات والمداخلات لشخصيات وطنية بارزة على غرار المجاهد ورئيس الحكومة الأسبق رضا مالك (1931-2017) و المجاهد ياسف سعدي (1928-2021) ناهيك عن العقيد يوسف الخطيب والمجاهدة زهرة ظريف إضافة إلى مجاهدات ومناضلات كان لهن دور في مجالات مختلفة مثل التمريض والتموين والاتصال والاستعلامات والإرشاد.
كما حاول هذا العمل أن يفهم الدوافع الاجتماعية و الثقافية والسياسية من خلال آراء أستاذة مختصين في علم الاجتماع والتاريخ لمعرفة كيف انتقلت المرأة الجزائرية إلى أدوار جديدة تتوافق مع المتغيرات السياسية في البلاد، وحجم الوعي الذي تحلت به هذه النسوة على مر السنوات رغم إجحاف السلطات الاستعمارية في حقهن في التعليم والدراسة.
وقد أبرزت شهادة الراحل رضا مالك دور المرأة الريفية في تدعيم صفوف الثورة، واستجابتها لنداء الواجب الوطني حيث شكلت السند الحقيقي للثوار، وكذلك شهادة المجاهد الراحل ياسف سعدي، بصفته أحد رموز معركة الجزائر، الذي تحدث عن شجاعة جميلات الجزائر وتحملهن مسؤولية مواجهة المستعمر الفرنسي دون خوف أو تردد.
فيما تحدثت السيدة زهرة ظريف عن إصرار الجزائريات على التعلم ووصول بعضهن إلى مستويات تعليمية متقدمة فكانت دعما قويا للثورة التحريرية.
ومزجت المخرجة بين أسلوب التوثيق والتسجيل في آن واحد، حيث استخدمت إضافة إلى لقطات من فيلم "معركة الجزائر"، بعض المواد الأرشيفية التي تمكنت من الحصول عليها –حسب قولها- عن طريق شراء حقوق الاستغلال من بعض المؤسسات الإعلامية الخاصة داخل وخارج الجزائر. كما استعانت رزيقة مقراني بإعادة تشكيل بعض المواقف التاريخية تمثيليا في محاولة لمحاكاة الواقع وفق تصورها الشخصي.
يذكر أن عرض الفيلم تم بحضور 28 متربصا في الورشات التكوينية في الفنون المسرحية من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي تنظمها كل من مؤسسة المسرح الوطني الجزائري، المسرح الجهوي لسيدي بلعباس والمعهد العالي لمهن العرض والسمعي البصري.
