احتضنت كلية الطب بجامعة عبدالحميد بن باديس بمستغانم اليوم الثاني للجراحة الطبية حول سرطان القولون والمستقيم وكذا الاستعجالات الطبية وهذا لما لهاذين الموضوعين من أهمية بالغة بالنسبة للمجتمع ، الدولة والأطباء ، فبالنسبة للمجتمع تسجل الجزائر سنويا أكثر من 6 آلاف حالة مرضية بسرطان القولون والمستقيم ، يأخذ الرجال النصيب الأوفر {أكثر من 3 آلاف مريض بسرطان القولون والمستقيم} ، النساء ليست في أحسن حال عن الرجال كونها تسجل هي الأخرى حوالي 3 آلاف حالة مرضية ، من حيث التصنيف ، يصنف سرطان القولون والمستقيم في الجزائر في المرتبة الأولى من بين كل السرطانات والتي يبلغ فيها العدد الإجمالي للمصابين 45 ألف شخص {رجال ونساء} ، يرجع أطباء الأورام السرطانية أسباب ارتفاع المصابين بهذا المرض إلى نوعية الغذاء وتأتي في مقدمتها بعض المواد المصنعة وكذا المواد الدهنية ، المالحة ، التدخين وعوامل وراثية أخرى ، أما من حيث أجهزة الدولة فإن الجزائر وفي ظرف قياسي أنجزت عبر الوطن عدد معتبر من المرافق لمواجهة هذا الداء الخطير نذكر من بينها المستشفيات اليومية "hopital de jour" المختصة بالتكفل بمرضى السرطان ، كما جهزت عبر التراب الوطني عدد من المستشفيات بمراكز العلاج الإشعاعي "la radiotherapie" بما في ذلك المناطق الجنوبية ، الآن هي بصدد فتح ما يعرف بمراكز الألم "les centres de douleurs" ، كل هذه المرافق تعود بالنفع على المريض بالدرجة الأولى ، أما الأطباء وبفضل مجهدات الدولة الرامية إلى تحقيق خدمة نوعية للمريض عرفوا تطورا ملحوظا من حيث التعامل مع هذا الورم الخبيث الذي يقتل حوالي 20 ألف شخص سنويا في الجزائر ، وللحد من هذه الوفيات بات الأطباء الجزائريون اليوم يستخدمون أحدث الوسائل التي تستعمل في نزع الأورام السرطانية عبر مستشفيات العالم كالمنظار والجراحة دون الشق أي عبر اللايزر ، سي علي إسماعيل أستاذ مساعد في جراحة المخ والأعصاب بمستشفى مستغانم أكد لليومية بأن هذا اليوم العلمي الثاني المقام بجامعة مستغانم والذي يعالج الأمراض السرطانية والإستعجالات الأولوية التي تتطلب التكفل بالمصاب بالسرطان تندرج ضمن منهجية رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون الرامية إلى أن يصبح مرض السرطان مرض مزمن كبقية الأمراض المزمنة الأخرى على غرار الضغط الدموي والسكري اللذين عرفا تطورا ملحوظا خلال العقدين الماضيين ما فسح المجال للمريض العيش سنوات عديدة ، أما بخصوص الإستعجالات وضعنا وللسنة الثانية المسلك الأحمر"le filet rouge" الذي يمنح للمريض الأفضلية في الإستفادة من الخدمات الطبية بدل الإنتظار لساعات داخل قاعة الإستعجالات ، هذه الخطة بدأت تعمم في المركز الإستعجالية في الجزائر ، بجاوي عبدالحفيظ أستاذ في الجراحة العامة في ولاية تلمسان أشار لليومية أن الجراحة في الجزائر تسير في الطريق الصحيح كون كل الجراحين يمارسون التقنيات الحديثة المستعملة في أي بلد متطور في العالم ، المهم في كل هذا واصل يقول أن الأطباء الشباب الذين لم يعرفوا التقنيات التقليدية يتعاملون وبنجاح مع التقنيات الحديثة وهذا شيء جد إيجابي ، بن قادة محمد بن عمر رئيس اللجنة العلمية للملتقى تعمد الحديث عن أهمية وأهداف هذا الملتقى ، حيث قال بخصوص هذا اليوم الثاني للجراحة الطبية حول سرطان القولون والمستقيم وكذا الاستعجالات الطبية أنه جاء لتبادل التجارب بين أطباء مناطق الجزائر العاملين في الجهات الشرقية ، الغربية والوسط الجزائري وكذا السماح للأطباء الشباب على وجه الخصوص والأخصائيين الإندماج والإستفادة من التكوين المستمر ، كل هذا سيعود بالنفع على المرضى من حيث الجراحة و الإستعجالات الطبية .
الله يوفقكم
بارك الله فيكم الله يوفقكم