صور "سلو" و"التقنتة" و"الرفيس" تغزو مواقع التواصل الاجتماعي

صور  "سلو" و"التقنتة" و"الرفيس" تغزو مواقع التواصل الاجتماعي
مجتمع
أصبحت الاحتفالات بمولد خير الأنام محمد عليه أزكى الصلاة والسلام تكتسي كل سنة حلة جديدة وتتطور بتطور المجتمع الجزائري عامة ، حيث كانت سابقا تحضر أشهى الأطباق والحلويات في هذا اليوم المبارك الذي شرف فيه خير البرية الدنيا ليشع نوره على العالمين صلى الله عليه وسلم ، من أجل التبرك والتصدق ولم الشمل في هذا اليوم التاريخي حيث تتجمع العائلات والجيران والاحباب حول طاولة لتقاسم الوجبات وكذا لتوطيد العلاقات الأسرية وصلة الرحم وتلاحم الشعب الواحد تجسيدا للرسالة المحمدية مع تلاوة آيات بيانات من الذكر الحكيم أو إلقاء المدائح وأبيات من الشعر لوصف المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وحتى للأطفال كانت تخصص لهم فسحة للاحتفال بطريقتهم الخاصة من خلال اشعال الشموع والتجمع حولها مع التنافس من أكثر حفظا لكتاب الله ، أما اليوم ومع غزو الشبكة العنكبوتية يوميات العالم قاطبة وأصبحت تتحكم في سلوكيات البشر ، حتى في هذا الشق اذ أصبحنا نرى في ظل هذا التطور التكنولوجي الذي لم يترك أي مجال إلا ووضع بصمته فيه ،أن العائلات الجزائرية بقيت تتمسك بالشكليات في احتفالاتها بالمولد النبوي الشريف ولكنها بدأت تفقد الجوهر حيث نجد الكثير من النسوة يتنافسن عبر مواقع التواصل الاجتماعي في نشر صور ومقاطع فيديو للأطباق التقليدية التي تتربع على طاولة الاحتفال بالمولد النبوي مثل الرفيس والرقاق والبركوكس دون أن ننسى تقنتة وسلو "بريستيج" هذه المأكولات التي كانت تحضر بمواد ومكونات بسيطة اليوم أصبحت تكلف الاف الدنانير فقط من اجل جعلها في أبهى شكل وتصويرها والتباهي بها عبر المنصات خاصة الفيسبوك و الانستغرام والتيكتوك واليوتيوب، الأمر الذي أعاب عليه الكثيرون من جهة نظرا للبهرجة الكبيرة التي انتشرت عبر النت ، في حين أيدته فئة أخرى من المجتمع بداعي التعريف بتقاليد وعادات الأمة الجزائرية المنتهجة في هذه المناسبة وتوصيلها للعالمية وكذا لتبادل الوصفات بين مختلف ربوع الوطن الجزائري ، في المقابل أيضا هناك جانب مضيئ ويخدم مواصلة تبليغ الرسالة المحمدية من خلال البث المباشر الذي يفتحه الأئمة والمشايخ وحتى حفظة القران وهم يتلون الصلاة على النبي ويتلون ما تيّسر من كتاب الله ومنهم من ينشر سيرته الشريفة للتعريف بأخلاقه الحميدة ، وعليه فان دائرة الاحتفال بالمولد النبوي في الجزائر توسعت من تقاليد تخص نواة المجتمع ألا وهي الاسرة الصغيرة لتصل إلى مختلف ربوع الوطن ومن تم إلى العالمية في إطار واحد وبالحفاظ على جوهر هذه الاحتفالات الا وهي تبليغ رسالة الاخلاق المحمدية ومواصلة نشر الدين الإسلامي الحنيف ليصل الى آخر فرد في المعمورة بمختلف الطرق والأساليب.

يرجى كتابة : تعليقك