زينة وأضواء، حلوى ومأكولات شعبية، جلسات مدح وذكر، أعلام ومواكب شموع... في الكثير من المدن والقرى الجزائرية من الشرق إلى الغرب و من الشمال إلى الجنوب، حيث اعتاد الناس على الاحتفال بالمولد النبوي كل عام، بطرق مختلفة، و يبقى الاحتفال بولادة محمد صلى الله عليه و سلم جزءا راسخا في الثقافة الإسلامية، نظراً للتقاليد الاجتماعية المرتبطة به.
هذه الاحتفالية الدينية تعزز المظاهر و المبادئ الإسلامية المنتشرة داخل المجتمعات العربية الإسلامية حيث أنها تتسم بطابع و نكهة خاصة بالجزائر إذ تجمعها عادات و تقاليد متوارثة عبر الأجيال تمنح الاحتفالية الدينية ذوقا خاصا و مميزا في مقدمتها عادات وتقاليد تحافظ عليها العديد من الأسر الجزائرية التي تفضل إحياء المناسبة وسط أجواء عائلية روحانية .
يولي المجتمع الجزائري الاهتمام الكبير لمثل هذه المناسبات من خلال اتقان ربات البيوت طهي و تحضير الأطباق و الوصفات التقليدية اللذيذة على غرار "البروكوكس" الأكلة الأكثر شهرة و المعروفة في المناسبات بالغرب الجزائري في حين تفضل عائلات أخرى تحضير أطباق تقليدية من مناطق مختلفة من الجزائر مثل "الرشتة" "الشخشوخة" و" التريدة" أو الرقاق دون أن ننسى طبق "التقنتة" و الرفيس" الحلو و المخصص لتناول القهوة رفقة أطباق متنوعة من الحلويات التقليدية اللذيذة و هو الأمر الذي جعل العائلات الجزائرية تحرص هذه الأيام على شراء المستلزمات الخاصة بتحضير هذه الأطباق والأكلات الشعبية الخاصة بهذه المناسبة رغم الارتفاع المحسوس الذي تشهده أسعار السلع و البضائع إلا أن الأهمية التي تكتسيها المناسبة جعلت العائلات تصر على إحيائها و لو بالشيء القليل و هو ما جعل محلات بيع لوازم الحلويات تكتظ بالزبونات لاقتناء مادة السميد أو دقيق القمح الصلب المخصصة لصنع طبع التقنتة الخاص بمناسبات العقيقة و الاحتفال بالمولود الجديد مع بعض الحلويات. بالإضافة إلى هذا فقد تعمل العديد من المؤسسات التربوية على تزيين الأقسام حيث يطلب من التلاميذ الحضور إلى المدرسة بأزياء تقليدية من كاراكو و بلوزة وهرانية و الأولاد القشابية.
وهناك عائلات تفضل التوجه نحو مناطق الجنوب للاحتفال بهذه المناسبة حيث تنظم العديد من الوكالات السياحية رحلات لهذه الأماكن خلال مولد النبوي الشريف.