أكد اليوم والي وهران السعيد سعيود خلال إشرافه على مراسم الانطلاق الرسمي لدورة أكتوبر 2023 للتكوين و التعليم المهنيين و التي احتضنها المعهد الوطني المتخصص للتكوين المهني " الشهيد خضاري حسني " ، على أهمية التكوين بالنسبة لكل القطاعات على غرار السكن و العمران و النقل و الأشغال العمومية و الصيد البحري و غيرها من المجالات التي يعاني العديد منها من نقص فادح في اليد العاملة المؤهلة على غرار مجال السكن و بالأخص في مجال السباكة و البناء و العديد من التخصصات الأخرى التي لها علاقة بهذا الجانب ، منوها إلى أن أغلبية المشاريع المتواجدة تؤطرها يد عاملة أجنبية ، وهو ما يستدعي الحرص على إيلاء الأهمية البالغة لعملية التكوين للنهوض بشتى القطاعات . و دعا المتربصين إلى العمل الجاد من أجل أخذ أكبر قسط من المعرفة و التحكم في التخصصات التي قاموا باختيارها ، خاصة و أن وهران أضحت رائدة على المستوى الوطني في العديد من المجلات و منها صناعة السيارات ، حيث تعد الولاية الوحيدة التي تمتلك مصنعين للسيارات وهما مصنع "رونو" ومصنع " فيات" الذي سيدخل حيز الخدمة نهاية العام الجاري و سيوفر العديد من مناصب العمل بالنسبة للمتربصين الذي يتكونون في كل المجالات التي لها علاقة بتركيب السيارات. و نفس الأمر بالنسبة لمجال السكن ، منوها إلى أنه يوجد أكثر من 1200 مرقي عقاري ينشط على مستوى الولاية ، و هو ما يعكس حجم البنايات التي هي قيد الإنجاز عبر مختلف ربوع الولاية و التي تعد فرصة لهم للظفر بمنصب عمل . وأوضح بأن وهران تتوفر على العديد من المصانع التي هي بحاجة إلى يد عاملة في مختلف التخصصات على غرار الأثاث و البناء و التعمير و المطابخ المجهزة و مصانع البطاريات و التي يسعون إلى تطويرها لاسيما تلك التي تستعمل في السيارة الكهربائية مستقبلا. وأكد بأن هذه المميزات تشجع على النهوض بقطاع التكوين المهني .
إلى جانب ذلك ثمن كل التخصصات الجديدة التي تم استحداثها هذه السنة على غرار ترميم التراث ، مشيرا إلى أنه جد هام بالنسبة لوهران الغنية بالتراث و الآثار التاريخية ذات قيمة كبيرة وهي في أمس الحاجة إلى إعادة الاعتبار لها، على غرار المباني التاريخية و قصر الباي و شاطوناف و غيرها. إضافة إلى ذلك صرح ذات المسؤول بأن تخصص معالجة و تسيير النفايات الذي تم فتحه أيضا يحظى باهتمام دولي . و دعا في ذات السياق مديرية التكوين المهني إلى تنظيم لقاءات جهوية خاصة و أن وهران أضحت قطبا صناعيا و هي بحاجة إلى يد عاملة مؤهلة في الصناعات الحديدية و الميكانيكية و الإلكترونية و كذا في صناعة الأثاث و في مختلف المجالات ، فضلا عن ضرورة برمجة زيارات للمتربصين إلى محطات المقطع و الرأس الأبيض للإطلاع على كيفية بنائها و عملها وكذا نحو كبرى الورشات. و نوه إلى أن هناك عدة اتفاقيات تم إبرامها على مستوى مؤسسات كبرى بالولاية و منها تلك المختصة في صناعة السيارات ، مضيفا بأن 600 متربص بمعهد السانيا سيتلقون تكوينا بمصنع السيارات "فيات " بعد دخوله حيز الخدمة و هو ما يعكس العلاقة الموجودة بين مختلف المؤسسات و التكفل باليد العاملة الجزائرية .
و ما تجدر الإشارة إليه هو أن 15864 متربصا جديدا التحقوا اليوم بمراكز و معاهد التكوين المهني و التمهين بولاية وهران حسبما أفاد به المدير الولائي للقطاع والذي أشار إلى أن الطلب على التكوين عرف ارتفاعا كبيرا هذه السنة بأزيد من ألف طلب مقارنة بالسنة الماضية، خاصة بالمجالات التي لها علاقة بميكانيك السيارات. وأوضح بأن عملية التسجيل لا تزال متواصلة بغية تمكين أكبر قدر من الشباب من الحصول على فرص للتكوين و التي تُكلل بشهادات تمكنهم من ولوج عالم الشغل . و نوه الوالي إلى أن هذه الدورة عرفت فتح 7 تخصصات جديدة من بينها الشراء و التموين ، و صيانة الأجهزة المعلوماتية و المكتبية ، إلى جانب صيانة الأنظمة الميكانيكية الآلية ، و تسيير أشغال ترميم التراث و المقاولاتية في تسيير النفايات و الصيانة الصناعية في الإنشاءات الميكانيكية و الصناعات الحديدية و تركيب و صيانة المصاعد .