كشفت تقارير ليبية, أن مدينة درنة الواقعة بشمال غربي ليبيا تواجه كارثة بيئية بسبب الإعصار المدمر الذي ضرب البلاد الشهر الماضي, والتي تتمثل بتلوث المياه نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحي وتحلل الجثث.
وقال مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض حالة الطوارئ, حيدر السائح, أنه ولمدة عام كامل سيتم إعلان حالة الطوارئ في المناطق الشرقية التي ضربتها الفيضانات, عقب ارتفاع عدد حالات التسمم بالمياه غير الصالحة للاستهلاك إلى
150 حالة.
ونوه السائح بعدم الاعتماد على مياه الشرب في مدينة درنة بالوقت الحالي والاعتماد على المياه المعبأة في الزجاجات, وفقا لبوابة "الوسط" الليبية.
وأوضح رئيس المؤسسة الدولية للبيئة والتنمية المستدامة, أسامة المسلاتي, أن "تلوث المياه في درنة ينتج أولا جراء خزانات الصرف الصحي, إذ تتسرب الملوثات مسافة متر واحد شهريا, ولكن خلال الفيضانات تتلوث المياه الجوفية, وهو أخطر أنواع التلوث", بحسب قوله.
وتابع مبينا أن "التلوث ينقسم إلى نوعين, الأول هو التلوث الكيمائي الذي يحدث نتيجة وجود مواد كمياوية من المصانع, أما الثاني فهو التلوث الميكروبي عن طريق مياه المجاري والأخيرة خطيرة جدا, لأنه وسط مناسب لنمو البكتيريا والفيروسات والطحالب في بعض الأحيان".
وكان الإعصار المدمر قد ضرب مطلع شهر سبتمبر الماضي مدينة درنة, التي يبلغ عدد سكانها وحدها ما بين 50 إلى 90 ألف نسمة, فيما اختفت أحياء بأكملها, وتسببت الفيضانات والسيول الغزيرة التي اجتاحت مدينة درنة ومناطق الجبل
الأخضر, في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات, وما زالت جهود حصر الخسائر وانتشال جثامين الضحايا متواصلة.