لكل بلد ثروات تعتز بها وترتكز عليها لبناء اقتصادها كما هو الأمر بالنسبة للجزائر التي تعتمد على ثرواتها الطبيعية كالبترول والغاز لدعم الاقتصاد الوطني وتسعى الدولة لخلق وابتكار بدائل أخرى عدا البترول والغاز لكي لا يكون اقتصادها مرهونا بسعر هاتين المادتين في الأسواق العالمية.
وأكبر ثروة تمتلكها الجزائر عكس العديد من الدول هي الشباب الذي يمثل النسبة الكبرى من عدد سكانها وهي ثروة لا يمكن اندثارها ولا زوالها لذا فكرت وتفكر الدولة في الاستثمار في هذا الكنز من خلال استحداث قوانين وآليات من شأنها أن تفتح آفاقا جديدة أمام أبنائها.
ونقطة انطلاق استثمار الدولة في هذا الكنز كانت بالحلقة الأولى في حياة الطفل وهي المؤسسة التربوية إذ أدركت الجزائر أنه يتوجب منح وإعطاء وسائل ومفاتيح المستقبل للمواطن في بداية حياته وهذا من خلال إدراج تدريس اللغة الانجليزية في الطور الابتدائي وبالتحديد في السنة الثالثة بحكم أنها لغة التعاملات والتبادلات الدولية وبهذا الابتعاد على الهيمنة الفرنكوفونية. ولتجسيد هذا المبدأ تم إطلاق عملية توظيف واسعة لمعلمي اللغة الانجليزية.
وكخطوة ثانية في استثمارها في طاقتها البديلة والمتجددة، سعت الجزائر إلى فتح مدارس عليا للرياضيات والذكاء الاصطناعي الذي هو علم الحاضر وسيسيطر على المستقبل وهذا لتكون بلادنا مواكبة لكل التطورات و في خطوة أخرى شجعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الشاب بلقداش محمد الأمين في سعيه لدراسة الذكاء الاصطناعي في إحدى الجامعات العالمية المتخصصة حيث استفاد من منحة للدراسة بجامعة تورونتو الكندية التي تحظى بالمراتب الأولى في التصنيف العالمي للجامعات وكان محمد الأمين قد وعد أنه سيعود إلى وطنه بعد إتمام دراسته لنقل ما تعلمه لأبناء جلدته.
نبقى في مجال التعليم العالي، حيث انه تم استحداث شهادة مؤسسة ناشئة تفتح أمام الطالب أفاقا جديدة وحثه على تقديم أفكار ابتكارية خلاقة للثروة ومناصب العمل وتثمن المشاريع الفائزة بدعم مالي من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وكخير دليل لاهتمام رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ب"كنز" الشباب تم استحداث المجلس الأعلى للشباب الذي يعتبر همزة وصل بين الشباب والجهات المختصة بانشغالاتهم ولكي يحس الشباب أيضا أن هناك أذن تصغي إلى آلامهم وتسعى لتجسيد آمالهم.