المخرج التلفزيوني محمد حويدق : "اختفى العصر الذهبي للسينما بعد غلق القاعات"

المخرج التلفزيوني محمد حويدق : "اختفى العصر الذهبي للسينما بعد غلق القاعات"
ثقافة
تأسف المخرج التلفزيوني والسينمائي القدير محمد حويدق للحالة المزرية التي آلت إليها قاعات السينما بوهران، مؤكدا على أهمية السينما ودورها في إبراز ثقافة الأمة وتاريخها وملامح مجتمعها، كما أوضح محمد حويدق خلال اللقاء الذي جمعنا به أن هذه القاعات شهدت عرض العديد من الأفلام السينمائية خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وتتوفر على عدد كبير من قاعات السينما انتشرت عبر كامل الأحياء القديمة ووسط المدينة، وهي القاعات التي كانت تعمل على عرض أفلام متنوعة، وذهبت إلى حد التخصص، فكل قاعة معروفة بالأفلام التي كانت تعرضها، من أفلام هندية ، إيطالية، ومصرية وحتى أمريكية وأوروبية،وكانت تتوزع على حي سيدي الهواري على غرار قاعة سينما "فاميليا" التي كانت تعرض الأفلام الهندية، وقاعة "الريكس" بحي سانت أنطوان، وقاعة "الروكسي" بحي البلاطو، وقاعة "لوكس" بحي الحمري، قاعة "البلازا" بحي البدر و"ألدوراد" بشارع تلمسان، قاعة "الروايال" بساحة أول نوفمبر، قاعة "ريو" بشارع العربي بن مهيدي، و"البالزاك" و"اللانكس" بشارع خميستي. ويضيف محمد حويدق قائلا بأن هذه الصالات كانت مؤسسات فنية تستقطب عددا كبيرا من الشباب ، الذين كانوا يتوافدون يوميا على القاعات لمشاهدة أحدث وأجمل الأفلام العالمية. فمثلا بقاعة سينما "مرحبا " المعروفة سابقا باسم "لوسكولريال "، كان هناك إقبال خيالي على فيلم صلاح الدين الأيوبي للمخرج يوسف شاهين من قبل الجمهور الوهراني، بدليل أن القاعة كانت تمتلئ بأكملها لمدة شهر كامل، وهي فترة عرض الفيلم.وأوضح المخرج حويدق في سياق كلامه بأن سكان وهران وقتها كانوا يملكون ثقافة خاصة بالولوج إلى قاعات السينما، حيث لا يمكن الذهاب إليها دون ارتداء طاقم محترم ومسح الحذاء جيدا وتصفيف الشعر، حيث كانت للسينما مكانة هامة جدا في قلوب الوهرانيين وكانت تمثل المستوى الثقافي العالي بالنسبة لهم ، كأن يحضر الشخص حفلا رسميا وهو ما كان يعطي للسينما مكانتها ورونقها بوهران، وكان الصمت يعُمُّ في القاعات عند انطلاق عرض الفيلم على حدّ تعبيره، غير أنه ومع بداية سنوات الثمانينات، تراجع الإقبال على دور السينما التي أغلق بعضها بسبب سوء التسيير، حيث بدأت بعض القاعات في الانهيار وحُوّلت أخرى لصالح مسيرين خواص، استفادوا من عقود استغلال خاصة، غير أنهم وبمرور السنوات، حولوا القاعات عن مسارها ودورها الجوهري ووظيفتها،.وحول الوضعية الحالية للقاعات، صرح السيد حويدق أنها تحولت العديد منها إلى خراب، منها قاعة "فاميليا" بحي سيدي الهواري، وهي القاعة التي تحولت إلى ركام بعد تعرضها للانهيارات، حيث بقيت واجهتها قائمة ودمرت القاعة بالكامل، وقد كشف أن القاعة بقيت مغلقة لأكثر من 30 سنة دون استغلال، كما شهدت انهيارات عديدة ،أما بحي المقري المعروف بحي "سانت أوجان" والذي كان يحتوي على قاعتين، واحدة منهما تعرف بتسمية "النادي"، وهي القاعة التي تحولت إلى محل لبيع "الماء الحلو" ومواد التنظيف، في مشهد لا يليق بقاعة سينما، ولا زالت القاعة تحافظ على واجهتها كقاعة سينما، بالإضافة إلى قاعة "الريكس" الموجودة حاليا بشارع تلمسان في منطقة "سانت أنطوان"، وهي القاعة التي بقيت لغزا محيرا لسكان مدينة وهران، حيث تم غلقها منذ أكثر من 30 سنة، كما تقابلها قاعة أخرى تحولت إلى فندق، وسط تساؤلات المواطنين بخصوص تحويل عقار قاعة سينما إلى فندق. في قلب مدينة وهران، ولا زالت قاعة "إفريقيا" الموجودة أسفل عمارات حي الأوراسي "لاباستي" سابقا موجودة، لكن تم غلقها بقرار من مصالح ولاية وهران، بعد أن باتت تشكل خطرا على جمهورها.

يرجى كتابة : تعليقك