كشفت فهيمة صبيان رئيسة الإتحادية الجزائرية للفروسية أن الأمور أضحت مضبوطة في إنتظار بعض النقائص التي سيتم تداركها تحسبًا لألعاب البحر الأبيض الذي ستحتضنه عاصمة الغرب الجزائري وهران بداية من 25 جوان المقبل لغاية 6 جويلية، حيث أبدت نائبة رئيس الإتحاد الإفريقي للفروسية بعض التحفظات الخاصة بمركب الفروسية عنتر ابن شداد بالسانية إلا أنها في نفس الوقت أكدت أن كل تلك النقائص ستقف عليها شخصيَا لتداركها في أقرب وقت، حتى تكون كل الأمور مضبوطة.
وفي حوار أجرته رئيسة الإتحاد الجزائري لجريدة الجمهورية أكدت أن نجاح البطولة الإفريقة الأخيرة التي احتضنتها وهران شهر مارس المنصرم، رفعت كثيرًا من معنويات القائمين على التحضيرات، رغم تأسفها على غياب منتخب السينغال في آخر لحظة، إلا أن الجانب الفني للطبعة الأولى لكأس إفريقيا للأمم كان جد مقبول ومحفز للتشكيلة الوطنية، التي نالت المركز الأول في صنف الأواسط، رغم المنافسة الشرسة بين منتخبي جنوب إفريقيا والجارة تونس.
فيما أكد فاطمة صابين الفارسة الدولية السابقة، أن الإتحادية الجزائرية ستقوم ببرمجة البطولة الوطنية للفروسية في وهران شهر ماي المقبل، لتكون آخر مرحلة تحضيرية، والوقوف في نفس الوقت على مدى جاهزية الباهية لإحتضان العرس المتوسطي، كما سيتم على إثر هذه التظاهرة الوطنية إنتقاء أبرز الفرسان لتشكيل المنتخب الوطني المقبل على مشاركة العربية للفروسية بتونس في آواخر شهر ماي المقبل، وقد جاء الحوار كالتالي:
• بعد احتضان وهران لأول طبيعة لبطولة كأس أمم إفريقيا في صنفي الأواسط والأشبال بمشاركة 10 دول، ما هي أولى إنطباعاتكم سيما وأن الباهية مقبلة على إحتضان الطبعة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط من الفترة الممتدة من 25 جوان إلى 6 جويلية؟
في البداية دعني أصحح جزء من المعلومة فيما يخص عدد المنتخبات التي شاركت في البطولة الإفريقية الأخيرة، حيث كانت هناك تسع دول من أصل عشرة، وذلك بعدما تعذر الحضور على المنتخب السنغالي لأسباب تخص الإتحاد السينغالي الذي كان يود كثيرًا المشاركة وتسجيل حضوره في أول طبعة لكأس إفريقيا للأمم، وذلك لما فيها من أهمية بالنسبة للمنتخبات الإفريقية التي تسعى جاهدة في الآونة الأخيرة لملامسة العالمية، فلا تنسى أن الإتحاد الإفريقي للفروسية تأسس سنة 2016، ومنذ ذلك الحين يسعى أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي جاهدين لإعطاء كل الإمكانيات لجميع الفيدراليات حتى تشهد هذه الممارسة طفرة نوعية، فلا تنسى أن ممارسة الخيول تعتبر من الرياضات الشعبية الأكثر توسعًا في غالبية الدول الإفريقية، لذا فملامسة المستوى العالي وخصوصًا على المستوى العالمي ليس بالبعيد على الفرسان الأفارقة، ووقفتم على المستوى الفني الذي كان في أول طبعة للأمم بوهران، والتي كانت جد محفزة وهو ما يعد بمستقبل زاهر لهذه الرياضة على المستوى الإفريقي.
• يبدو من كلامك أن الطبعة الأولى بوهران لقيت نجاحًا، فهل يعني أن وهران جاهزة للعرس المتوسطي؟
نجاح الطبعة الأولى من الناحية الفنية والتقنية بشهادة الخبراء الدوليين التسعة الذين حضروا المنافسة، نعم، إلا أنني أتحفظ ببعض الأمور الخاصة على المستوى التنظيمي واللوجستيكي هنا بالمركب، فهناك العديد من الأمور يتوجب تداركها قبل أن تنطلق ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وأنا من جهتي سأقف شخصيًا على هذه النقائص حتى تكون كل الأمور جاهزة لإحتضان العرس المتوسطي وأن يأخذ المشاركون من الجهة المقابلة للبحر الأبيض المتوسط إنطباع مغاير عن الرياضة الفروسية بإفريقيا.
• قلت بأن هناك بعض التحفظات، ألم يتم إدراجكم ضمن اللجنة التحضيرية تحسبًا للألعاب، سيما وأن اللجنة المنظمة التحضيرية التي يقودها المحافظ عزيز درواز كشف في العديد من المرات أنه تم إدراج 24 اتحادية رياضية ضمن ترتيبات التحضير خصوصًا من الجانب التقني؟
نعم تمت دعوتنا من قبل للوقوف على بعض النقائص الموجودة على مستوى مركب الفروسية لعنتر ابن شداد، والذي تغير كثيرًا مقارنة بالحالة التي كان يتواجد عليها من قبل، خصوصًا تلك المتعلقة بإقامة الخيول وكذا الفضاءات التي يحتاجها الفرسان على المستوى البيداغوجي، إلا أن هناك أمور لوجستية في بعض الأحيان تشوع نوعًا ما من قيمة أي تظاهرة خصوصًا الفروسية، حيث تعجبت كثيرًا لغياب التنسيق بين المضامير الخاصة بالمنافسة والمحيط المؤدي لها، كما أنه من غير اللائق أن يتم دهن الجدار باللون الأبيض وأن تكون بتلك الصورة وكأن الأمر يتعلق بمنافسة في رياضة أخرى، الفروسية مبنية على جمال الخيول والمحيط، ناهيك عن منصة الخبراء والإعلام التي لا ترقى لمستوى الحدث، حيث من هناك يتم تقييم المستوى الفني ونحن على موعد لإستضافة ضيوفً من 26 دولة يجب أن يأخذوا إنطباع جيد...
• نحن على عتبة احتضان العرس المتوسطي ولزلنا نتكلم عن النقائص، فهل سيكون الوقت في مصلحتكم لقضاء على كل التحفظات؟ وهل ستعتمدون على وضمات إشهارية خلال الألعاب المتوسطية؟ وماذا عن الجانب البشري فقد فتحت وزارة الشباب والرياضة فضاءات لتكوين متطوعين تحسبًا لهذا الموعد هل لكم جانبًا من الإشراف على التكوين؟
بالتأكيد فيما يخص وضمات الإشهارية فقد تم اعفاؤنا من هذا الجانب وستتكفل به اللجنة التحضيرية لألعاب البحر الأبيض المتوسط، ولكني سأقف شخصيًا على باقي جميع التفاصيل، كان لي لقاء مدير الشباب والرياضة لوهران وأطلعته على بعض النقائص التي يمكن تداركها بسرعة، ولن تكون عائقًا لإنجاح العرس المتوسطي ويتم تداركها قبل موعدها إلا أنني أجدد تأكيدي على أنني سأقف عليها شخصيًا لأن مصلحة بلدي فوق كل إعتبار ومن أولوياتي هو تسويق صورة جميلة عن الجزائر والباهية، أما من ناحية البشرية فهناك نقص نوعًا ما رغم أن اللجنة التحضيرية لألعاب البحر الأبيض المتوسط وفرت متطوعون خلال كأس أمم إفريقيا إلا أنها لا تزال بحاجة لتكوين خاص برياضة الفروسية، ولذا سنرى ما يمكن تقديمه كمساعدة خلال الفضاءات التي فتحتها الوزارة لتكوين متطوعين تحسبًا للعرس المتوسطي..
• هذا فيما يخص المركب وماذا عن الأمور الأخرى الخاصة بإقامة الوفود المشاركة وهل ترون أن فضاء إقامة الخيول يتوافق والمعايير الدولية؟
بالتأكيد قلتها وأعيدها أن مركب الفروسية لعنتر ابن شداد تغير وعرف عدة إصلاحات مقارنة بالحالة التي كان عليها في السابق، وحتى أكون منصفة فوهران أصبحت جاهزة فعلاً على تنظيم الحدث المتوسطي من خلال الإقامة والنقل وهو ما وقفنا عليه من خلال الطبة الأولى لكأس أمم إفريقيا، وبما أن هناك قرية أولمبية فأظن أن هذه النقطة مفصول فيها، ونحن لن نتوقف عند هذا الحد، سنقوم بتنظيم بطولة وطنية شهر ماي المقبل هنا بوهران وتكون بطولة تجريبية على مساق الألعاب المتوسطية لنضع آخر الرتوشات، وسنسخر جميع الإمكانيات والجهود حتى لا نترك أي تفاصيل صغيرة، حينها سيكون هناك كلام أخر.
• لنترك الجانب التحضيري على مستوى المنشآت الرياضية والتقنية، ونتكلم عن الجانب التحضيري على مستوى النخبة، ما هي آخر التحضيرات الخاصة بفرسان المنتخب الوطني، وهل المجموعة التي شاركت في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، هي نفسها من ستخوض الإستحقاق المتوسطي؟
في البداية هناك بعض الأسماء يمكن أن تكون حاضرة في ألعاب المتوسطية، لكن هذا مرهون بمدى تقدمها في التحضيرات في الفترة المقبلة، هناك جولة فاصلة يتم على إثرها تحديد بصفة نهائية الأسماء المعنية بالطبعة الـ 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط، وذلك عقب البطولة الوطنية التي ستجرى هنا بوهران في منتصف شهر ماي المقبل، إذ ستقوم الأطقم الفنية للمنتخب الوطني إنتقاء أبرز الفرسان القادرون على تشريف الراية الوطني، ثم نتنقل مباشرة إلى تونس لخوض آخر رهان رسمي والمتمثل في البطولة العربية بمشاركة أحسن الفرسان، وعلى إثرها يتم تحديد الأهداف المرجوة من العاب البحر الأبيض المتوسط.