تيميمون تحيي ذكرى "كمين حاسي تسلغة".

تيميمون تحيي ذكرى "كمين حاسي تسلغة".
الذاكرة
استرجعت الذاكرة المحلية بتيميمون أمس ذكرى "كمين حاسي تسلغة" التي وقعت في 6 نوفمبر 1957، حيث كان جيش التحرير الوطني متمركزا منذ وصوله إليها في 5 نوفمبر قادما من حاسي غمبو . وفي صبيحة الثلاثاء من الخامس نوفمبر لاحظت حراسة المجاهدين بمنظارهم اقتراب سيارات من نوع "لندروفر" وهي توشك على عبور منحدر "الفايجة الكحلة" باتجاه حاسي تسلغة . وذكر المجاهدون الذين هاجموا سيارات لندروفر والرتل الفرنسي، بأن الزاوي نواري الميلود بن الشارف (شهيد) كان عائدا إلى تينركوك وأثناء ابتعاده عنهم شاهد شاحنة وجيب فرجع وأخبرهم، سيارات الجيب كانت تتقدمها شاحنة من نوع 6/6 رباعية الدفع . وبعد تطويق الشاحنة من طرف المجاهدين، الذين علموا أن 07 سيارات ستصل إلى المكان حوالي الرابعة مساء، إلا أن هذه السيارات وصلت متأخرة على الساعة السادسة مساء، وبسرعة فائقة قرر الملازم فرحات مع رفاقه نصب كمين لهذه السيارات.التي تحرسها حامية من جنود اللفيف الأجنبي . كلف الملازم فرحات فرقة سليمان بن عبد الله المشكلة من 35 مجاهدا لمحاصرة السيارات عند منحدر الفايجة الكحلة، ونظرا للسرعة الفائقة التي كانت تسير عليها السيارات، انقسم المجاهدون إلى فوجين، أحدهما قاده علي حناني والثاني قاده سليمان بن عبد الله، الذي أطلق النار مع رفاقه من وضعية انبطاح بسبب ضيق الوقت وتقدم السيارات الذي لم يسمح لهم بالتمركز واختيار النقاط الاستراتيجية . دام الكمين من الثالثة مساء إلى غروب الشمس وانتهى باستسلام 10 أفراد ،عمال في شركة "بترول الجزائر" قتل منهم 7 تأسف سليمان بن عبد الله لمقتلهم ،كما فر 4 جزائريين، ومن تم اسرهم من الجزائريين مع الأوروبيين خيروا بين الالتحاق بالثورة أو أن ينقلوا إلى الحدود . كما تم اسر احد المهندسين تبين أن له صلة قرابة بأحد المسؤولين في الحكومة الاستعمارية، تم نقله عبر الحدود إلى بلاده، في حين تتحدث المصادر الاستعمارية عن ذبح الأسرى، تجزم مصادر المجاهدين أن قتل الأسرى تم عن طريق الخطإ عارضه المسؤول ومجموعة من المجاهدين، وفي هذا الكمين تم حرق 6 سيارات تابعة لشركة بترولية وإتلاف عتادها بحكم أنها تنهب الثروات الوطنية وتساهم بضرائبها في دعم المجهود الحربي الاستعماري . كما غنم المجاهدون عددا من الرشاشات والذخيرة وعتاد الشركة البترولية ومؤونتها، وقد لقي هذا الكمين صدى إعلامي في الجرائد الاستعمارية الصادرة بفرنسا والجزائر.

يرجى كتابة : تعليقك