دق العديد من المختصين في الأمراض المعدية والتنفسية و أطباء الاستعجالات ،ناقوس الخطر بعد الارتفاع المقلق للإصابات بالأنفلونزا الموسمية التي أدخلت العديد من المرضى إلى مصلحة الإنعاش لاسيما المصابين بالأمراض المزمنة منها السكري بسب فقدان الوعي وغيرها من التعقيدات الصحية التي قد يصاب بها المريض المزمن. فبدخول موسم الخريف وانخفاض درجة الحرارة يزداد معه عدد المصابين بهذا الفيروس الموسمي ، الأمر الذي يستلزم على المصاب أخذ الحيطة والحذر والتقيد بالإجراءات الوقائية ضد الفيروسات التنفسية. هذا إلى جانب ضرورة تلقي اللقاح لاسيما للمصابين بالأمراض المزمنة منها السكري والكلى والرئة والقلب والسمنة وكذالك النساء الحوامل وأعوان الصحة والمسنين والأطفال.
وفي هذا السياق أكد الدكتور يحياوى علي رئيس مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى أول نوفمبر أنه مع بداية انخفاض درجة الحرارة فإن المصلحة تشهد توافدا كبيرا من قبل المصابين بالأنفلونزا ،وبحسب الأرقام فإن ذات المصلحة تستقبل يوميا 15 مريضا منهم 6 إلى7 في حالة حرجة مما يستلزم إدخالهم إلى مصلحة الإنعاش ،لتقلي العناية اللازمة. وحسب ذات المتحدث فإن الملاحظ من خلال عملية فحص المصابين بنزلة البرد هو عدم استجابة جسم المصاب للأجسام المضادة التي يشكلها الجسم بعد تناوله الأدوية وقد يأخذ العلاج وقتا طويلا للشفاء عكس السنوات الفارطة أين كان العلاج يأتي بنتائج فعالة في أقل من 48 ساعة ،. موضحا أن الأدوية التي تمنح للمصاب بنزلة البرد أصبحت اليوم أقل فعالية من سابقاتها وهذا بسبب تغير تركيبة الفيروس الذي أصبح أكثر مقاومة للمناعة الطبيعية للإنسان والأدوية لاسيما أن المريض قد تطول مدة شفائه بحسب ما يلاحظ حاليا من خلال الفحص الدوري للمرضى الوافدين ،خاصة المتأخرين منهم عن العلاج
، و قد أوضح الدكتور يحياوي على أن الأنفلونزا الموسمية تعد مرض فيروسي يصيب الجهاز التنفسي، وتعد من الأمراض المعدية للغاية إذ تنتقل من شخص الى آخر عن طريق السعال، أو العطس، أو استنشاق الهواء الذي يحمل الفيروسات، أو عن طريق لمس سطح ملوث بالفيروس يتبعه لمس للعين، أو الأنف، أو الفم. كما تنتشر بشكل أكبر في الأماكن المزدحمة مثل المدارس وأماكن العمل . علما أنه بالرغم من أن أعراض نزلات البرد والأنفلونزا الموسمية متشابهة لأن كلاهما يصيب الجهاز التنفسي، إلا أن الفيروس المسبب لكلا المرضين مختلف، ويعد الفرق بينهما هو أن الأعراض أكثر قوة في الأنفلونزا الموسمية
أما عن البروفسور موفق نجاة رئيسة مصلحة الأمراض المعدية فقد أكدت أن الإصابة بنزلات البرد أو الأنفلونزا الموسمية ليس بالأمر الخطير بالنسبة للصحة العمومية لأن هذه الحالات تتزامن مع انخفاض درجة الحرارة الذي يميز فصل الشتاء المعروف بالانتشار الكبير للفيروسات الملوثة للجهاز التنفسي ، وأن الحالات التي تتوافد على مصلحة الاستعجالات يتم التكفل بها. مؤكدة على ضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية على غرار احترام التباعد الجسدي ،فضلا عن غسل اليدين واستعمال مناديل ورقية ورميها هذا إلى جانب الحرص على عدم البقاء بأعداد غفيرة في مكان واحد. وبالموازاة فقد أكدت المديرية الولائية للصحة على أهمية التلقيح الذي يقي جسم الإنسان من مختلف الأمراض بنسبة كبيرة لاسيما المصابين بالأمراض المزمنة علما أنها وفرت كحصة أولى 54 ألف لقاح تم توزيعه الأسبوع الفارط على جميع مؤسسات الصحة الجوارية والقاعات والعيادات متعددة الخدمات.