أكد الدكتور أحمد بن زليخة الخبير في الإعلام والاتصال وعضو منظمة اليونيسكو أنه لا يمكن بناء مستقبل بدون ماض، إذا لم تكن لنا جذور ممتدة عبر التاريخ حتى يمكن لنا أن نستشرف المستقبل .. وفي حوار لحصة "مائة بالمائة ثقافة" للإذاعة الجزائرية الثالثة أبرز الدكتور بن زليخة أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في التعريف بالتراث الجزائري للعالم لاسيما في مجال التراث المادي واللامادي ،حيث قال أن شبكات التواصل الاجتماعي والانترنت هي فرصة من أجل التفاعل والحديث عن المعرفة، وكيفية تفعيلها مع الآخرين من خلال المفهوم الإنساني الشامل.. مبرزا التنوع الثقافي و الجغرافي للجزائر وضرورة تثمينه والتعريف به للخارج من خلال إنشاء وكالة للمعلومات والأفكار لتقديم كل ما هو جزائري المنشأ.
واغتنم المتحدث السانحة للتأكيد على طابع جرائم الحرب لما يقترفهم الصهاينة في غزة واعتداءات الاحتلال الصهيوني التي تناقض كل القيم والمبادئ الإنسانية، منتقدا مواقف بعض المنظمات الحقوقية الدولية حيال ما يجري من انتهاكات على أرض فلسطين المحتلة.
- الدكتور أحمد بن زليخة ،عضو اليونسكو. رئيس لجنة ذاكرة العالم والمحافظة على التراث الوثائقي والتراث المتوسطي.
ماذا عن الذكاء الاصطناعي والمستقبل السوسيوثقافي للجزائر؟
- ليس هناك مستقبل دون ماض،اذا لم تكن لنا جذور ممتدة عبر التاريخ لا يمكن أن نستشرف المستقبل.
رغم المجهودات المبذولة في مجال المحافظة على التراث المادي واللامادي إلا أنها غير كافية، نظرا للتنوع والثراء الذي هو تراث إنساني دون تحيز.
لأن الجزائر حاضرة ونحن نحب الاكتشاف ونتقبل الآخر ونقترح أشياء كثيرة للآخرين.
وشبكات التواصل الاجتماعي والانترنت على الخصوص تعتبر فرصة من أجل التفاعل والحديث عن المعرفة وكيفية تفعيلها ومهارات التعامل مع الآخرين بالمفهوم الإنساني الشامل.
-كيف يمكن تثمين التراث المتنوع للجزائر القارة.
-الجزائر تتمتع بتراث جغرافي سياحي علينا أن نعرفه وأن نعرفه للآخر.
وحضور الجزائر بمراكز البحث الانثروبولوجي تثبت أن تاريخ الجزائر يمتد في التاريخ بل إلى ما قبل التاريخ الإنساني..فالجزائر مهد البشرية..
- مارأيك ما يحدث الآن في غزة -فلسطين..؟
- ما يحدث في فلسطين ليس بحدث مؤسف فقط بل هو أمر يدفعنا لأن نثور ضد العدوان الذي يعتبر جريمة حرب..والكيل بمكيالين بعيدا عن العدل والمساواة.
والسؤال المطروح حاليا..؟؟؟
في ظل العالمية وانتشار التواصل عبر الإنترنت، تعتبر فرصة للحديث نظريا عن الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان ومعرفتها.
مبدأ الإنسانية الذي غالبا ما تدافع عنه منظمات حقوق الإنسان، الذي يعتبر موقفها ضبابيا في كثير من الأحيان خاصة فيما يتعلق بموقفها إتجاه الفلسطينين للأسف..
- كيف تنظر للعقوبة الجماعية...؟؟
- للأسف أن هذه الوضعيه التي هي على حالها منذ 1967 وهو الاعتراف بحل الدولتين.اذا لم نذهب إلى تاريخ النكبة في 1948 بل إلى أبعد من ذاك، وتمسك الفلسطينين بجذورهم وارضهم وموطنهم الأصلي قبل أن يغتصب.
والحضر اليوم هو هذا التفوق التكنولوجي الحاصل خاصة الذكاء الاصطناعي الذي هو آلية تفوق.
واسوق لك مثلا ملموسا، في الثاني من نوفمبر الحالي بالعاصمة "لندن" انتقدت قمة عالمية حول مخاطر الذكاء الاصطناعي المترتبة عن التطور المتسارع لهذه التقنية الثورية، التي تحيط بها مخاوف كبيرة كانت في قلب الاجتماع في " بليتشي بارك " التي تعتبرها الدول المصنعة مثبتات امنية( المال والأمن )..
للأسف أن في هذه القمة الغياب التام لدول الجنوب أو حضور محتشم.
ونطرح سؤالا...؟؟؟
نحن الجزائريون ودول الجنوب ودول عدم الانحياز ودول في طريق النمو ..أين نحن من هذه الأولويات الاستشرافية، والنقاط الأساسية.
- كيف يمكن أن نخرج إلى النور ونتواصل مع الأجيال لمعرفة المستقبل..؟؟
-النقاش والحوار مع الجيل الجديد حول مسألة الهوية والتراث، لابد أن يكون برمزية شبابية بنفس لغة هؤلاء وآلية التحديث والتعبئة.
علينا نحن الجيل المخضرم أن نغرس في هؤلاء الشباب المباديء والقيم التي تربينا عليها، ولا أظن أن هناك هوة أو شرخ بين الأجيال..فقط لابد من تفعيل لغة الحوار وتكيفها مع تطلعاتهم، فشبابنا واع وتفتح نحو المستقبل والآخر..
على مجتمعنا أن ينظم نفسه، ويبحث عن أماكن للتعايش والتواصل وقبول الآخر باختلافه.
مثلا على ذكر حي "القصبة العتيق." علينا اليوم تعبئة الأجيال الجديدة، وعل الأجيال المخضرمة بذل مزيد من المجهودات للسماح لمواهب هؤلاء بالتفتق..
- ما هو دور الذكاء الاصطناعي في نشر الثقافة والفنون والتراث المحلي والتعريف به...؟؟
- إن الذكاء الاصطناعي خاصة في العامين المنصرمين تط ر بشكل خطير..
وطرحت عدة أسئلة منها هل يمكن للبكاء الاصطناعي تعويض الإنسان... وهل يمكن انسنته.. ؟؟؟
خاصة وأن من هو متفوق الآن يعتبر ثقافته هي الأجدر من ثقافة الآخر.
لأن الغرب يدرك جيدا تفوقه التكنولوجي.
ولكي نجعل من هذا العالم متزن، علينا أن نؤمن مكاسبنا وقيمنا ومبادءنا الوطنية.
علينا مثلا انشاء وكالة للمعلومات والأفكار لتقديم كل ما هو جزائري المنشأ وتعريفه للآخر..
مثلا الحربالقائمة على غزة الآن، العدو يملك هيئة إعلامية متطورة ومتفوقة لها اذرع مع الدول الغربية وهي تصنع الرأي العام.
ولكي نواكب الركب، علنا أن نملك من المقومات أكثر من البلدان الأخرى، خاصة نحن نملك الرصيد الثوري المتمثل في ثورة التحرير، ونملك العمق التاريخي الممتد عبر العصور..
زيادة على تفتحنا عل الآخر..خاصة أن لدينا خاصية متمردة وهي الحياة الروحية.وتراثنا المادي واللامادي المتمثل في الحياة الصوفية ونستطيع أن نذكر على سبيل المثال بعض المقامات والاضرحة لبعض الأولياء الصالحين..
كضريح سيدي عبد الرحمانالثعالبي في العاصمة، وسيدي امحمد بوقبرين أو سيدي بومدين بتلمسان أو سيدي راشد بقسنطينةو سيدي بن بوريان بقنادسة...والامثلة كثيرة.
ونستطيع أن نفعل الكثير مع الثقافة ونتشرف المستقبل من خلال الذكاء الاصطناعي الذي يستطيع أن يفعل الكثير.
ولابد من تعبئة التراث بشكل جيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتفعيل الذكاء الاصطناعي للتعريف بمكونات الجزائر الشاسعة ، فمثلا اذا أردت أن تتقرب من الله عليك أن تزور منطقة جنات حيث ستكتشف بأنك اقرب إلى الله في هذا المكان الروحي حيث الطمأنينه والسكينة والطبيعة العذراء.