شارع الكتب بوسط مدينة وهران .. فضاء ثقافي جميل يبحث عن قراء !!

شارع الكتب بوسط مدينة وهران .. فضاء ثقافي جميل يبحث عن قراء  !!
ثقافة
لقد أصبح شارع بيع الكتب الكائن بالقرب من المكتبة البلدية بختي بن عودة "الكاتدرائية سابقا" قبلة لعشاق القراءة والمطالعة، ووجهة سياحية ألهمت الكثير من الزوار والسياح الأجانب، وخلال زيارتنا للمكان، انبهرنا بكمية الكتب المتواجدة في المحلات التي تنشط في هذا الشارع الثقافي الجميل والمفروشة على الطاولات، وهي كتب متنوعة ومختلفة، تمس جميع المجالات العلمية والأدبية والدينية والتاريخية والتربوية أيضا، كما أنها تلبي جميع الأذواق، لكن للأسف المشتري غائب، فالشارع خال تماما من القراء ولا يحوي سوى الباعة والطاولات التي تنتظر يوميا من يقصدها ويقبل على شراء المؤلفات التي تعرضها، وحتى إن وُجد أشخاص في شارع الكتب، إلا أنهم يكتفون بالتنزه وقراءة العناوين وتصفح الكتب بشكل سريع، ثم يمضون إلى حالهم، دون أن يقتنوا ولا كتاب. خلال جولتنا الاستطلاعية إلى شارع الكتب، دخلنا إلى محل السيد حميد، وهو من أقدم الباعة الذي لم يتخل عن نشاطه رغم جميع التغيرات والتحولات التي يشهدها الكتاب الورقي، حيث قال إنه في زمن مضى كان هناك إقبال كبير على الكتاب وبقوة، فالقارئ لم يكن يكتفي بشراء الكتاب فقط، بل حتى بتبديله عندما ينتهي من قراءته، ومؤخرا ومع التطور التكنولوجي تراجع بقوة، فقد عزف العديد من الأشخاص عن شراء ومطالعة الكتب رغم توفرها، مضيفا وأنه رغم هذا فقد لاحظ مؤخرا أن الأشخاص بدأوا يعودون إلى الكتاب تدريجيا، وأغلبهم من الفتيات. وحسب مطالعته لبعض الكتب والدراسات، ذكر السيد حميد أن المعلومة المصورة لا تبقى في العقل ،وعندما يقرأ الإنسان شيئا مكتوبا يبقى راسخا في عقله عبر السنين ، وأيضا من الأسباب الذي دفعت الشباب و القراء إلى العزوف عن اقتناء الكتب هو سعرها المرتفع، حيث تضاعف ثمن الكتب كثيرا مقارنة مع السنوات الماضية، وهذا أيضا بسبب ارتفاع سعر الورق، وعليه فقد نشاد السيد حميد السلطات المعنية بإعادة النظر في مشكل الورق، من أجل جعل أسعار الكتب في متناول الجميع.

يرجى كتابة : تعليقك