التداوي الذاتي والعشوائي دمار للمناعة

صحة وتكنولوجيا
يلجأ عدد كبير من المواطنين في ظل موجة الزكام والأنفلونزا الموسمية المنتشرة إلى اقتناء الأدوية دون الكشف أو الاستشارة الطبية، وتعد المسكنات والمضادات الحيوية من العقاقير التي يتزايد عليها الطلب في إطار عملية التطبيب الذاتي الذي يختصر فيها المريض الوقت والطريق غير مبال بالخطر ويتجه بمجرد الشعور بأعراض المرض إلى أقرب صيدلية لاقتناء المضادات الحيوية التي باتت تشكل 90 بالمائة من الأدوية التي تُطلب دون وصفة –حسبما أكده عدد من الصيادلة بمدينة وهران.رغم إدراكهم لخطورة الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية، يقول الصيادلة أنهم يستجيبون لطلب الزبون وغالبا ما يكون دون وصفة طبية ومنهم من ينصح بعدم الإكثار منها، وأكد أحد الصيادلة أن هناك قائمة من الأدوية تحكمها إجراءات صارمة يمنع القانون صرفها دون وصفة وتتطلب ملف أو تقرير طبي، في حين تصرف بعض العقاقير كالمضادات الحيوية ومسكنات الألم وأدوية المعدة والقولون مثلها مثل الفيتامينات والمكملات الغذائية. تعمل المضادات الحيوية حسب نفس المصادر على علاج العدوى التي تسببها البكتيريا. وتعمل أيضا على منع انتشار الأمراض، كما تقلل المضاعفات المرضية الخطيرة، إلا أنها قد تفقد وظائفها ولن تحقق النتائج المرجوة اذا تم الافراط في استخدامها وهذا ما يؤدي الى ظهور ميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية حينها يصبح العلاج بها غير ناجع. وحذرت الدكتورة فضيلة ندير بن كريرة طبيبة مختصة في أمراض القلب والشرايين من تناول الأدوية مهما كان نوعها تلقائيا دون استشارة الطبيب أو الصيدلي لتخفيف أو علاج أعراض أو مرض ووصفتها بالعادة الخاطئة، موضحة أن وصف الدواء لا يأتي ببساطة ويكون تبعا للأعراض التي تظهر على المريض، وفقا لمسببات الأعراض. وأضافت أن معرفة أسباب العرض وطرق علاجه هو مهمة الطبيب فهو أدرى بأنسب علاج لكل مشكل صحي زيادة على مراعاة سن المريض، والتفاعلات الدوائية ووجود أمراض مزمنة إلى غير ذلك، وذكرت الطبيبة أن تفشى ظاهرة التطبيب الذاتي سببه غياب الوعي الصحي والجهل بالنتائج الخطيرة على صحة المواطنين الذين يستعملون الأدوية بطرق عشوائية، دون احترام خصوصية كل مرض ولا طريقة ومدة العلاج مما يسبب عددا كبيرا من التسممات أو تلف وضرر بالأعضاء الداخلية للجسم وتدمير مناعة الجسم ضد البكتيريا المسببة للمرض و في الوقت نفسه يؤدي إلى خلق نوع جديد من البكتيريا المقاومة للمضاد الحيوي فتزيد حالة المريض سوءا إلى درجة يصعب علاجها تصل الى حالات الحساسية والتسمم الدوائي الجلدي وإعاقة عملية تشخيص الأمراض كما يمكن للأدوية التي تؤخذ في إطار التطبيب الذاتي أن تجعل من نتائج التحاليل البيولوجية غير صحيحة. أكد رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك السيد مصطفى زبدي أن المستهلك يعاني من الإفراط في استعمال المضادات الحيوية بغير او بغير علم عندما يذهب المواطن الى الصيدلي لشراء أدوية بدون وصفة طبية وبغير علم عندما نتناول بقايا المضادات الحيوية في الأطعمة مشيرا إلى اللحوم والدواجن حيث أصبحت الدواجن مثلا تحقن في غير فترة الراحة ما يلحق ضررا بالمستهلك وهذا موضوع آخر سنفصل فيه لاحقا. وأضاف أن المستهلك أصبح يلجأ إلى المضاد الحيوي لمجرد الإصابة بأعراض الزكام والمعروف أن الزكام هو مرض فيروسي لا علاقة للمضادات الحيوية به وأن ما يدفع إلى هذه المخاطرة في تناول أدوية لا علاقة لها بالمرض وبشكل مفرط راجع إلى السهولة التي يجدها المواطن في اقتناء الأدوية كمضادات الحيوية دون وصفة طبية هي التي أدت إلى انتشار ظاهرة استهلاكها بشكل مبالغ فيه وهو ما تحذر منه المنظمة داعية الصيادلة إلى عدم صرف هذا النوع من الأدوية إلا بوصفة طبية وبعد التشخيص. ودعت المواطن إلى عدم التهاون بهذه النوع من الأدوية لأن العواقب الناتجة عنه تساهم في خفض مناعة الجسم مضيفا ان المسؤولية الأخلاقية المهنية للصيدلي هي المفروض أن تكون سائدة.

يرجى كتابة : تعليقك