حركة غير عادية تعرفها مدينة وهران أيام الجمعة والسبت وإقبالا منقطع النظير تسجله أحياء ومرافق الباهية كل عطل نهاية الأسبوع أمام التوافد الكبير للزوار المهتمين بالخرجات السياحية المنظمة والعائلية نحو الوجهة الساحلية المفضلة لديهم ونحو المنطقة التي اختاروها في مسارهم الاستجمامي. لا تكاد تتوقف الحركة بوهران منذ الصبيحة وعلى مدار عدة ساعات متتالية كلما حلّت عطلة نهاية الأسبوع فتبدأ المدينة تستقبل العائلات الوافدة من ولايات الجهة الغربية، ممن ارتأت أن لا تفوّت الفرصة لتنظيم جولتها هذه المرة إلى المدينة المتوسطية ويبدأ معها تصاعد معدل الزيارات في منحنى بياني متواصل بداية من ظهيرة يوم الجمعة بعد صلاة الظهر مباشرة. وكثيرا ما تختار هذه العائلات الوافدة وجهتها وتحدد مسارها مسبقا، نحو التسوّق بالمدينة الجديدة لقضاء احتياجاتها وزيارة مواقعها السياحية كساحة أول نوفمبر وسانت كروز باعتبارهما من النقاط المعروفة لدى سكان الولاية والمناطق المجاورة.
ولم تعد وهران المدينة الساحلية التي تستقبل السياح في الصيف والعطل المدرسية والمناسبات فقط ولم تعد المنطقة المقيدة بالمواسم لاحتضان المولعين بسحرها وجمالها ، بل أصبحت المكان المفتوح على مصرعيه على مدار السنة خاصة وأنها معروفة بمناخها المعتدل الذي يرفع من حظوظها ويفتح شهية كل عاشق للسفر والخرجات الاستجمامية لتكون على رأس القائمة دائما .
وفي فترة وجيزة وأمام ما سخرته الولاية من إمكانيات سياحية تحولت وهران إلى الوجهة المفضلة لسكان الجنوب والوسط والغرب الذين ضبطوا بوصلة السفر وعقارب الزمن للاستجمام بوهران وإن كانت مدة الزيارة محدودة ولا تتجاوز 48 ساعة لكنها كافية بالنسبة لكل من يحسن الاختيار ويستمتع بكل ساعة من برنامجه وهذا بإجماع الوافدين الذين تقربنا منهم خلال صبر أراء الزوار أو عشاق المدينة ممن دفعهم سحرها لتكرار الزيارة كلما سمحت لهم الفرصة. من توقرت وتيميمون ومعسكر وسعيدة وعين تموشنت والقائمة طويلة تقاسمت العائلات نفس الوجهة واشتركت في هدف واحد لا يتعدى استكشاف المدينة والتعرف عن قرب عن أهم ما تكتنزه من معالم أثرية وتجارية وخدماتية من خلال مساراتها التي فتحتها للوافدين الذين يقصدون وهران لأول مرة ، أما بالنسبة لمن تعودوا على التسوق بمراكزها التجارية فقد أصبحت تقليدا يتكرر كل نهاية الأسبوع وإن كانوا مضطرين لقطع مسافة تزيد عن 700 كلم في سبيل الفرجة والاستمتاع.