استفاد 200 مسبوق قضائيا من الإدماج المهني مباشرة بعد انتهاء مدة العقوبة التي قضوها بمؤسسات إعادة التربية حتى يتسنى لهم العودة إلى الحياة العادية والاحتكاك بالمجتمع وتكوين علاقات وطيدة مع محيطهم كباقي الفئات الأخرى.
يأتي هذا الإجراء في إطار الاتفاقية المبرمة بين الهلال الأحمر الجزائري وإدارة السجون والتي تؤكد من بين البنود المتفق عليها على ضرورة الإسراع في استكمال الإجراءات الإدارية والقانونية التي تمكن المسبوق قضائيا من الحصول على منصب عمل قار يحميه من الشارع ويجنبه الانحراف والأضرار الناجمة عن كل مخالفة أوجنحة يرتكبها .
وحسب خويدمي مولود المنسق الجهوي للهلال الأحمر الجزائري أن هذه العملية فتحت أبوابا كثيرة أمام هذه الفئة التي يتعذر عليها العيش في كنف الاستقرار الاجتماعي والتوازن العائلي بعد قضاء عقوبتها ، وكثيرا ما تجد نفسها مهمشة وغير قادرة عن تحقيق التوافق الذي يجنبها المشاكل الناجمة عن ذلك.
وحتى يختصر الهلال الأحمر الجزائري المسافات الطويلة التي يقطعها المسبوق قضائيا بحثا عن تحقيق هذا الهدف، فقد منحته ذات الهيئة بموجب هذه الاتفاقية الأمل مجددا ومكنته من كسب قوت يومه بشكل عادي دون اللجوء إلى خيار التفاوض مع المستخدم للظفر بعمل دائم يليق به وبمستواه التعليمي.
ومن هذا المنطلق فقد بادر الهلال الأحمر في عمليات مكثفة مع مستخدمين بعدة قطاعات يسيرون ورشات ومؤسسات خدماتية انتهت بفتح 200 منصب عمل لفائدة هذه الفئة في نشاطات وتخصصات عديدة، خاصة وأن هذه الأخيرة لها مؤهلات تكوينية اكتسبتها من خلال الدورات التأهيلية التي خصصها لها مراكز التكوين المهني توجت بشهادات معترف بها هي بمثابة التأشيرة الممنوحة لولوج عالم الشغل من بابه الواسع وبالتالي المشاركة في بناء الاقتصاد الوطني عن طريق الحرف والورشات المفتوحة التي تشغلها ذات الفئة إلى درجة أنها أضحت تقدم للسوق الوطنية منتوجا نوعيا بمقاييس ومعايير ذات جودة عالية.
