يتخبط المسرح الجزائري في عدة مشاكل أرهقت كاهل الفنانين وأدخلتهم في دوامة لا نهاية لها، ورغم كل هذا فقد ظل المسرح الجزائري يقاوم ويصارع من أجل البقاء، خصوصا في ظل غياب قوانين تحمي المهنة وتحمي حقوق المبدع المسرحي وهو ما أثر بشكل كبير على عطاء الفنانين رغم قدراتهم الكبيرة وتمكنهم في هذا المجال الصعب.
وفي هذا الشأن صرح الفنان المسرحي محمد ميهوبي أن أزمة المسرح ارتبطت بعدة مشاكل، أبرزها مشكل عزوف الجمهور و التوزيع والإنتاج، موضحا أن عدم تقديم العروض المسرحية في عدة مسارح يعتبر في حد ذاته أزمة، إلى جانب إشكالية التوزيع بسبب غياب أماكن العرض، والعلاقة السسيولوجية بين المسرح والمجتمع والترجمة والاقتباس، وكل هذه العوامل تسببت حسب الفنان محمد ميهوبي في تدهور المسرح الجزائري الذي لا يتم تقييمه بكمية العروض أو النوعية، لكن بكثرة الإنتاج واستمرارية العروض وتوسيعها عبر كامل أنحاء الوطن وتقديمها مرارا وتكرارا أمام الجمهور، وهكذا يبقى المسرح متواجدا في كل زمان ومكان، كما تطرق الفنان محمد ميهوبي في تصريحه إلى مشكل غياب التكوين الذي يعد أساسيا في تطور الفنون الدرامية وصقل المواهب وصناعة عروض مسرحية ناجحة، وتحدث أيضا عن عزوف الجمهور، متمنيا أن تكون هناك حلول لتقريب المتلقي من المسرح واستقطابه نحو القاعات.
وتساءل المسرحي محمد ميهوبي عن الغرض من عدم برمجة نشاطات سنوية للمسرح والاقتصار على المناسبات، وهو ما أثر على التفاف الجمهور وإقباله على العروض المسرحية، وذلك راجع لعدم وجود برنامج واضح، ويؤكد في ذات السياق أن أكبر تحدّ يتمثل في كيفية ربح الجمهور واستقطابه، وعدم تسطير برمجة واضحة يؤثر لا محالة على ذلك. و لابد من إعادة النظر في المنظومة المسرحية وإعادة بنائها، وأن تطوير أداء المسرح لا يتحقق ببناء الهياكل الثقافية والمسارح، بل بانتهاج سياسة ترفع من مستوى مضامين المسرح، موضحا أن غياب سياسة واضحة تتعلق بتكوين القائمين على المسرح والمحترفين جعل الخروج من عنق الزجاجة أمرا مستحيلا بهذا الخصوص.
وهناك أيضا مشكل آخر تحدث عنه محمد ميهوبي وهو مصير الفنانين الأكاديميين الذين يتخرجون من الجامعات، حيث يكون توجههم الأول والأخير نحو الإدارة بدور الثقافة مثلا، رغم أنه شهادته في الفنون الدرامية لها دور كبير في الصناعة المسرحية، متمنيا أن يكون للطلبة الذين تخصصوا في المسرح مستقبل زاهرا، وأن يتم إنصاف الفنان صاحب المشروع، خاصة بعد صدور القانون الأساسي للفنان.
