المرحوم كان يحلم بإصدار كتاب واختار "الجمهورية" للحديث عن مشروعه محمد حبيب بن حمادي / تصوير: ع.بوطيبة
فقدت أسرة مولودية وهران، أول أمس، أحد مؤرخيها وهو نايب الهواري، عن عمر ناهز الـ 64، بعد مرض عضال، ووري جثمانه الثرى بمقبرة عين البيضاء، علما أن الجنازة أقيمت بحي اللوز أين كان يقطن المرحوم. نايب الهواري كان له الفضل في إماطة اللثام عن التاريخ الحقيقي لتأسيس مولودية وهران، بعدما كشف عدة حقائق تخص النادي الحمراوي، حيث أطلع الشارع الرياضي الوهراني على التاريخ الحقيقي لتأسيس النادي عقب بحث طويل استنفذ على إثره سنوات من عمره بين البحث والدراسة، علما أنه كان قد اختار جريدة "الجمهورية" من أوائل الوسائل الإعلامية للحديث عن مشروعه قبل أكثر من 10 سنوات، أين استقبل بالجريدة وتم نشر موضوعه على مساحة واسعة آنذاك، وكان حلمه تأليف كتاب حول تاريخ المولودية. وكانت نقطة البداية من أحد المتاحف الرياضية بالولايات المتحدة الأمريكية أين وجد بالصدفة وثيقة تاريخية تتكلم عن تأسيس الحركات الجمعوية الرياضية منها والثقافية وتواريخ نشأتها، ومن هنا إنطلقت رحلة البحث من نايب الهواري الذي صال وجال بعدة متاحف خصوصا بقصر الأرشيف الرياضي بباريس وكذا وهران، تزامنا مع ربطه لعدة اتصالات مع عائلات من جنسيات مختلفة والتي كانت تأخذ من الجزائر مستقرا لها قبل مغادرتها عقب الإستقلال. وتوصل المرحوم من خلال أبحاثه أن تاريخ نشأة مولودية وهران لم يكن سنة 1946 وإنما في الـ 1 جانفي 1917، ليصبح مرجعا تاريخيا للحمراوة الذين اعتمدوا التاريخ منذ 2014، وأصبحت تقام احتفالات ذكرى تأسيس النادي رأس كل سنة بواجهة البحر بوهران. المرحوم حاول بعدها التواصل مع الهيئات المعنية بالتراث والتأريخ، وذلك لترسيم بحثه وتدوينه كموروث ثقافي، مما يسمح له بإنشاء كتاب يكون بمثابة مرجع حول تاريخ مولودية وهران، وطرق المرحوم عدة أبواب بمن فيها أبواب المسيرين السابقين للمولودية وتلقى بعض الوعود لكنها لم تجسد على أرض الواقع. وبحسب آخر المعلومات، فقد كان نايب الهواري بصدد تحويل بحثه من اللغة الفرنسية إلى العربية. ويأمل عشاق المولودية أن يتم الإهتمام بالبحث الذي أنجزه المرحوم لتحقيق أمنيته بإصدار كتاب في الموضوع.