الجزائر تضمن 30% من احتياجات أوروبا للغاز وروسيا الثلث

الأزمة الأوكرانية قد تضاعف حظوظ بلادنا في الهيمنة على السوق

الحدث
تشهد العاصمة القطرية الدوحة حدثا إقتصاديا مهما متمثلا في فعاليات القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز في العالم، والذي يضم 11 دولة ممثلة في بلادنا الجزائر و10 دول أخرى هي قطر، روسيا، إيران، مصر، بوليفيا، غينيا الإستوائية، ليبيا، نيجيريا، ترينيداد، توباغو وفنزويلا، والتي يبلغ حجم إحتياطاتها من الغاز الطبيعي في العالم 70 بالمئة. وجاء منتدى الدول المصدرة للغاز الذي شارك فيه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، في ظروف دولية خاصة، تتقدمها الأزمة الأوكرانية التي تعرف تصاعدا خطيرا أمام التهديدات الروسية بإجتياح أوكرانيا، والذي قد يجعلها في حال تنفيذه عرضة لعقوبات إقتصادية دولية، كما يضع بلادنا في المقابل أمام تحد كبير، لتغطية ثلث حاجة القارة العجوز من الغاز، التي كانت تتمون به من روسيا، خاصة وأن مؤسسة سوناطراك هي ثاني أكبر مصدر لأوروبا بالغاز بعد "جازبروم" الروسية. وتصل حجم الصادرات الجزائرية من الغاز الطبيعي نحو أوروبا إلى 55 مليار متر مكعب، ساعدت الظروف المناخية الأخيرة من برودة قاسية شهدها المنتظم الدولي ومنه أوروبا في إنتعاش السوق الغازية الأوروبية، التي تضمن لها الجزائر 30 بالمائة من إحتياجاتها من هذه المادة، حيث تأتي إيطاليا في المرتبة الأولى بنسبة 60 بالمائة، ثم إسبانيا بنسبة 20 بالمائة، ففرنسا في المرتبة الثالثة بنسبة 12 بالمائة، والبرتغال رابعا بنسبة 6 بالمائة، وسلوفينيا خامسا بنسبة 1 بالمائة، فيما بلغت صادرات الجزائر نحو أوروبا في 2020 نحو 26.1 مليار متر مكعب، إذ تعتبر القارة العجوز أكبر سوق للغاز الجزائري. ويأتي تصدير الغاز الجزائري نحو أوروبا عن طريق أنبوب "ميدغاز" الذي بدأ العمل به منذ 2011، ويبلغ طوله 760 كيلومترا وسعته 280 مليار قدم مكعب سنويا، ويصل إسبانيا عبر البحر الأبيض المتوسط، أما خط "ترانسماد" الذي يبلغ طوله 2485 كيلومترا وسعته 33.7 مليار مكعب فيصدر الغاز نحو إيطاليا عبر الأراضي التونسية، ويضمن تزويد ثلاث (3) دول بالغاز الطبيعي وهي إيطاليا وتونس وسلوفينيا، بالإضافة إلى الأنبوب الذي كان يمر عبر الأراضي المغربية بشراكة بينها وبين الجزائر منذ 1996 بعقد مدته 25 سنة، إنتهى في أكتوبر الماضي ولم يتم تجديد الإتفاقية الخاصة به، بسبب الأوضاع المتوترة بين البلدين، وهو الأنبوب الذي يبلغ طوله 325 ميلا وسعته 390 مليار قدم سنويا وكان يمون اسبانيا والبرتغال بالإضافة إلى المملكة المغربية، لكن بعد توقيفه تعمل الجزائر على تموين إسبانيا عبر خط ميدغاز، وأنبوب "جالسي" الذي يصل طوله إلى 534 ميلا ، وسعته 238 مليار قدم مكعب سنويا، الذي سيتم تشغيله نحو إيطاليا هذا العام عبر جزيرة سردينيا إنطلاقا من حاسي الرمل، وهذا في إنتظار مشروع القرن وهو أنبوب جزائري نيجيري عابر للصحراء، يزيد طوله عن 4 آلاف كيلومتر ويصدر عبره نحو 1059 مليار قدم سنويا، يأتي من نيجيريا مرورا بالنيجر وصولا إلى الجزائر، ويتم عبره نقل الغاز إلى أوروبا عبر الأنابيب التي تمتلكها الجزائر نحو أوروبا . الجدير بالذكر أن الجزائر تمتلك 159 تريليون قدم مكعب من إحتياطات الغاز التقليدي، و12.2 مليار برميل من إحتياطات مؤكدة من البترول التقليدي، منها 3.9 بحقل النفط لحاسي مسعود وهو ما أهلها إلى تبوأ المرتبة 11 عالميا، ولم يتأثر فائضها من الغاز رغم تراجع الإنتاج في 2020 بسبب الأزمة الصحية التي مر بها العالم بسبب فيروس كورونا كوفيد 19، حيث إنحدر الإنتاج حينها إلى 81.5 مليار متر مكعب بعدما كان في السنة التي قبلها 87 مليار متر مكعب، وذلك بسبب تحكم بلادنا في الإستهلاك المحلي الذي بلغ 43.2 مليار متر مكعب في 2020، علما أن الجزائر تثبت في كل مرة أهميتها بين الكبار ويتم الإعتماد عليها في المواقف الصعبة.

يرجى كتابة : تعليقك