حذر العديد من الأطباء والمختصين في معالجة القدم السكري خلال الملتقى الدولي الثاني الذي نظمته الجمعية الوطنية لقدم السكري على مستوى مجمع المدرج البيداغوحي بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بايسطو من خطورة مضاعفات الداء على غرار إصابة قدم المريض بتقرحات وفطريات أو جروح يصعب التعافي منها بسبب تلف الأعصاب والأوعية الدموية نتيجة ارتفاع مستويات السكر في الدم لفترات طويلة. وفي هذا السياق أكدت الدكتورة أمراح فوزية المنظمة لهذا الملتقى الطبي والمختصة في معالجة قدم السكري أن الداء في ارتفاع مقلق نتيجة عدم اتباع المريض لطرق الوقاية والعناية الصحية السليمة ، وبحسبها فإنه لتفادي وتجنب بتر القدم وجب على المريض اتباع خطوات الوقاية منها والفحص والتنظيف الدوري للقدمين للاكتشاف أي التهاب قد ينتج عنه حالات معقدة ، هذا إلى جانب إلزامية ارتداء الأحذية الطبية التي توفر راحة القدمين تفاديا للمضاعفات الخطيرة منها الإصابة بالجروح التي يصعب علاجها ،كما أكدت الدكتورة فوزية على ضرورة قص الأظافر بعناية والمحافظة على مستويات السكر في الدم ،كما شددت على المتابعة دورية للطبيب المعالج والالتزام بأخذ العلاجات في موعدها وبالجرعات المناسبة، والتقيد بنمط غذائي سليم والابتعاد عن التدخين واتباع العديد من السلوكات الصحية السليمة للتعايش مع الداء. وبالمناسبة كان هذا الملتقى الدولى الذي حضره أزيد من 300أستاذ وخبير من داخل وخارج الوطن إلى جانب مشاركة أخصائيين من دول العالم عبر تقنية التحاضر منها فرنسا وأمريكا ،فرصة سانحة لطرح عدد من المشاكل التي يصادفها مريض قدم السكري منها غلاء الأدوية المعالجة والتي أكثرها غير مدرجة في قائمة التعويضات، مما قد يصعب اقتنائها من قبل مرضى العائلات ذات الدخل الضعيف ، هذا ناهيك عن قلة الورشات المتخصصة في صناعة الأحذية الطبية التي تساعد في دعم القدم ووقايتها من المضاعفات الخطيرة لمريض قدم السكري، وإن وجدت فأسعارها تُلهب الجيوب ,علما أنه تم التركيز أيضا في أغلب المحاضرات التي قدمت من قبل المتدخلين في هذه التظاهرة الطبية على أهمية التكثيف من الحملات التحسيسية لتوعية مريض قدم السكري بالفحص المبكر لتفادي الحالات المعقدة المؤدية لبتر القدم.
* الخلطات التقليدية تزيد من المضاعفات
وفي نفس الموضوع فقد أشارت الدكتورة ماحي إسمهان المختصة في جراحة الشرايين والأوعية الدموية بالمركز الجامعي الدكتور بن زرجب " بلاطوا سابقا" إلى أن الإصابة بمرض قدم السكري عديدة لكن نسبة كبيرة منها قد تكون وراثية كما أن هذا المرض يعد أحد مضاعفات داء السكري طويلة الأمد ،مما ينتج عنه تلف الأوعية الدموية بسبب عدم وصول الكمية الكافية من الدم المحمَّل بالأكسجين إلى القدمين، مما يسبب فقدان الإحساس في هذه الجهة، لاسيما عند الإصابة بالجروح والتقرحات والتهابات يصعب علاجها " حالات معقدة " تؤدي إلى الإصابة بالمرض الذي يعتبر من الأمراض الخطيرة التي تودي بحياة المريض إذ لم يتم التكفل به بالخطوات المذكورة آنفا .
وبالموازاة فقد حذرت أيضا الدكتورة ماحي اسمهان من الخلطات الشعبية التي يستخدمها بعض المرضى في علاج داء قدم السكري ,موضحة أن العديد من المصابين الذين خضعوا لعمليات جراحية لبتر القدم كان سببها استخدام وصفات وخلطات غير طبية في معالجة الداء مثل خلطة العدس والحناء و القرفة وخلطة عشبة " مر وأصبر " وغيرها من المواد غير الصحية التي تؤثر سلبا على العلاج وبالتالي بتر القدم . وحسبها فإن استشارة الطبيب واتباع نصائحه تعد من أهم الوسائل السليمة لتفادي الإصابة بهذا الداء الخطير.
وبالموازاة فقد أكد الدكتور رياض سقال مختص في جراحة الشرايين والأوعية الدموية لدى المصابين بقدم السكري بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر على تزايد حالات الإصابة بالمرض بالولاية وبلغة الأرقام فقد أوضح أنه يوميا يتم إجراء مابين 4 إلى 5 عمليات جراحية للمصابين لاستئصال الداء على مسافات متباينة من القدم "بحسب تموقع الورم " ،في حين يتم استقبال في الأسبوع أزيد من 30 حالة يتم التكفل بها وتقديم لها العلاج اللازم، موضحا أن تقرحات القدم السكري هي السبب الأكثر شيوعا ،وبحسبه فإن الأشخاص المصابين بمرض السكري هم الأكثر عرضة من الأشخاص العاديين لخطر الإصابة بالجروح المزمنة المؤدية لمرض قدم السكري، مشيرا إلى أن أسباب الإصابة بقرحة القدم هو اعتلال الأعصاب، ونقص تدفق الدم الذي يوفر الأكسجين والعناصر الغذائية للخلايا مما قد يؤدي إلى تشوه القدم . وفي الختام طالب العديد من المشاركين في هذا الملتقى إلى ضرورة خلق مراكز متخصصة لعلاج قدم السكري التي تتوفر على جميع التخصصات الطبية منها اختصاص العظام والشرايين والٱوعية الدموية واختصاص الأعصاب وغيرها من العلاجات للحالات المستعجلة ،هذا إلى جانب توفره على معدات وتجهيزات وتقنيات متطورة لعلاج الداء ،دون ان ننسى تخصيص جناح من هذا المركز لاستقبال المرضى وتوعيتهم بخطورة الداء ،وتقديم لهم نصائح وإرشادات تتعلق بطريقة المشي، ووضع الضمادات التي يحتاجها المريض، فضلاً على ضرورة ارتداء الأحذية والجوارب الصحية ضد المضاعفات .