دفع ارتفاع مؤشر الاصابات بفيروس كورونا وسلالاتها المتحورة، وتشابه أعراضها وخاصة أعراض أوميكرون بأعراض الانفلونزا إلى اللجوء للعلاج الذاتي وتوجه المريض مباشرة الى الصيدلية لطلب بعض الأدوية التي غالبا ما يصفها الأطباء لمرضى كورونا والتي تضم الفيتامينات المعززة للمناعة كالزنك والفيتامين س و د، والمضادات الحيوية وحتى الكورتيكوييد ولوفينوكس التي أصبحت تبتاع بشكل عشوائي من الصيدليات وتصرفها هذه الأخيرة بشكل عادي دون وصفة طبية ودون حتى إجراء تحليل الكشف عن كورونا للتأكد من الإصابة أو عدمها.

وذكر أصحاب بعض الصيدليات ان الإقبال على الأدوية المذكورة عاد ليرتفع من جديد مع الموجة الرابعة وانتشار اوميكرون  حيث اصبح كل من يحمل أعراض الزكام يرجح انه مصاب بكورونا فيطلب الأدوية من الصيدلي ويصر على الحصول عليها مختصرا بذلك الطريق بتجاوز مرحلة الفحص والتشخيص الى مرحلة العلاج الذاتي الوضع الذي شكل ندرة في بعض الأدوية خاصة لوفينوكس الذي لم يعد متوفرا في أغلب الصيدليات ويقتصر استعماله على المستشفيات..

وأكد أطباء في الصحة العمومية الخطر المحدق بالمرضى جراء العلاج الذاتي والاستعمال العشوائي لبعض الأدوية التي قد تتسبب في مضاعفات خطيرة وتعقيدات صحية تؤثر على جهاز المناعة خاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري وضغط الدم وكذلك مرضى السرطان الذين تتطلب حالاتهم نوعا محددا من الأدوية دون غيرها.

وأضاف عدد من الأطباء أن أي أعراض تدفع الى الشك يلزم على حاملها التوجه مباشرة الى الطبيب او اجراء تحليل الكشف عن كوفيد واستشارة الطبيب الذي وحده من يمكنه تحديد الأدوية التي تفيد كل حالة على حدى، محذرين بذلك من تأثيرات الإفراط في تناول بعض الأدوية مثل الفيتامين د، والأدوية المضادة للفيروسات وكذا بعض أنواع المضادات الحيوية التي قد تتسبب في تعقيدات صحية تزيد من تدهور حالة المريض.

وبالاضافة الى الاستشفاء الذاتي فان عدد كبير جدا من المرضى يقبلون بقوة على بعض الأعشاب لتخفيف أعراض كورونا والتي كانت منذ القدم تستعمل لعلاج الزكام كعشبة الكاليبتوس والزعتر والقرنفل، وتشكل هذه الأعشاب أيضا خطرا على الصحة اذا لم تراع فيها مقدار العشبة وتم تناولها بشكل مفرط، وبذلك يبقى الطبيب وحده من يحدد العلاج الناجع والآمن بالعودة الى التاريخ المرضي لكل حالة.