في زمن التحولات التي تعيشها الجزائر، يأتي ديوان "أناشيد الأسفار المهملة" للشاعر عبد القادر العربي من ولاية غليزان كنسمة عليلة تنعش الروح والوجدان. الديوان، الذي حاز على المرتبة الثانية في جائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب علي معاشي، يعد عملاً شعرياً متميزاً يجمع بين التراث الجزائري والثقافة الصوفية والتحديات التاريخية والاجتماعية.
الديوان، الذي يتألف من 70 صفحة، ينقسم إلى ثلاثة مزامير، يضم أناشيد أو قصائد، الشاعر يستخدم العمودي والتفعيلة في تنظيم نصوصه، معتمداً على اللغة العربية الفصحى واللهجة الجزائرية، ينعجن في الديوان التراث الجزائري بطقوسه مع روحانية صوفية، مضيئاً للتناقضات التي أحدثها التحول الثقافي ما بعد الاجتثاث التسعيني في القرن الماضي، الذي خلق سلوك الحيرة والغبن لدى الفرد الجزائري المعاصر، كما نجد براءة الحب والأشواق والهشاشة الإنسانية الخالدة تجاه المرأة، إضافة إلى بعض البكائيات عن بعض الشخصيات العظيمة.
الشاعر عبد القادر العربي، الذي تم تعيينه رئيساً لبيت الشعر فرع غليزان، يقول إن مصدر إلهامه لإنشاء هذا الديوان هو رؤيته للمختلف في الإنسان والأرض والتاريخ والتحولات السوسيوثقافية الجزائرية، يضيف أنه يختار المزامير والأناشيد بناءً على موضوعات تثير اهتمامه وتحمل رسائل تغذية راجعة للقارئ، يهدف من خلال ديوانه إلى إثارة التفكير والتأثير والتسلية وغيرها من المشاعر لدى القارئ، مستخدماً لغة شعرية جميلة ومعبرة،
الديوان يحظى بإقبال واسع من قبل القراء والنقاد، الذين يرون فيه عملاً شعرياً جديداً ينير المشهد الثقافي الجزائري ،الديوان متوفر في المكتبات والمعارض الثقافية، وينصح بقراءته لمن يبحث عن الإبداع والتميز في الشعر العربي الحديث.