- تمضي سنة وتحل أخرى ..أصدقاء رحلوا...و الحياة على حالها باقية ..صراع رهيب بين قوى الخير و الشر...رغم جنوحنا الى الجانب الحاني و الآمن لهذه الحياة ..الأ أنها تلفحنا بصهد نارها وندوب شرها..
هي الحياة أذن.. صراع أبديّ بين الخير والشرّ، ونحن عالقون في الوسط. صحيح أن هناك أفعالا بشرية نبيلة وجيّدة، ولكنها تغرق في خضمّ أفعال الشرّ الكثيرة.
فالسعادة في الحياة غاية ينشدها كلّ إنسان، لكن المشكلة هي أنك عندما تضع السعادة في رأس قائمة أولوياتك، فإن هذا يمكن أن يجلب لك الضرر. وكلّما حاولت، بإرادة واعية، أن تفعل شيئا ما، كلّما كانت نسبة نجاحك اقلّ، فالجهد الذي نبذله عادة لنُشدان السعادة هو غالبا الثمن الذي يجعلنا تعساء.
أحيانا نفعل كلّ ما في وسعنا للقضاء على الأفكار السلبية في حياتنا، مثل الشعور بعدم الأمان والخوف من الفشل والحزن الخ. وهذا الجهد الذي نبذله هو غالبا الذي يجلب الإحساس بعدم الأمان والقلق وانعدام السعادة.
إننا نقضي وقتا كبيرا من حياتنا ونحن نحاول بجهد أن نتجنّب المشاعر والأفكار السلبية، في حين أننا يجب أن نتعلّم الاستمتاع بحالات عدم اليقين ونقبل الشعور بعدم الأمان أحيانا ونعوّد أنفسنا على تقبّل الفشل ونتعلّم أن نتصالح مع المعاناة ونقدّر الموت.
لكي تحقق السعادة، يجب أن تجرّب الانفعالات السلبية، أو على الأقلّ تتعلّم كيف تتجنّب الهروب منها. الحياة تمنحنا التوازن، والأوقات السعيدة لا تدوم إلى الأبد، وليس هناك إنسان يحصل على كلّ ما يريده. لذا يجب أن نتقبّل الفشل والحزن أحيانا لكي يمكننا أن نستمتع بالنجاح والأوقات السعيدة.
