الروح الوطنية العالية

آراء و تعليقات
تعيش الجزائر خلال هذه الأيام لحظات من الفخر والاعتزاز والفرح بفضل النجاحات المبهرة التي حققها أبناؤها الأبطال في أولمبياد باريس، ولا زالوا يحققونها بفضل الإرادة القوية والعزيمة الفولاذية التي أذهلت العالم وأسكتت كل من يحاول التشكيك في القدرات الرياضية للجزائريين وفي مهاراتهم الفنية وروحهم الإنسانية العالية التي لا يمكن الإنقاص من قيمتها مهما تعالت الأصوات الحاقدة وكُتبت المنشورات القاسية، ومهما رُسمت الخُطط وأُحيكت المؤامرات، ستبقى الجزائر شامخة ببناتها وأبنائها الذين مثلوا بلدهم أحسن تمثيل ورفعوا الراية الوطنية عاليا، تحت تصفيقات الجمهور الجزائري الذي أبى إلا أن يكون حاضرا بقوة لتشجيع الأبطال، يهتفون في الشوارع والقاعات بأعلى الأصوات " وان تو ثري فيفا لالجيري". إن حب الجزائر والشعور بقوة الانتماء، هما الحافز الأكبر لتحقيق الفوز وإحراز النصر، ورفع العلم الوطني في سماء فرنسا أمام العالم كله، فالوحدة الوطنية قوة لا تُقهر، وركيزة أساسية يعتمد عليها الجزائريون للمضي قُدما والإرتقاء نحو المجد والأعالي، وكلهم ثقة أن الوطن يبارك خطواتهم ويشد على يدهم لصنع المعجزات والسير في طريق واحد، لتتحد صفوفهم ويصبحوا كالبنيان المرصوص، وهو فعلا ما أبهر العالم وجعل الجميع يتحدثون عن محاربات ومحاربي الصحراء الذين قدموا أروع الدروس والعبر في العزيمة والإصرار، وخاضوا نزالات قوية لا يستهان بها أمام المنافسين الأجانب بكل مهارة وتحكم في الأداء، وخير مثال على ذلك بطلة الجزائر الملاكمة الأيقونة إيمان خليف، ابنة مدينة تيارت التي انتصرت لذاتها ولبلدها ولشعبها، وأسكتت الحاقدين بقوة شخصيتها واحترافيتها وبأخلاقها العالية أمام منافساتها، رغم ما تعرضت له من إساءة وتنمر وحملات مسعورة حاولت الإنقاص من معنوياتها والتأثير على نفسيتها، ورغم هذه العاصفة الهوجاء والحملة الإعلامية والرياضية الشرسة التي استهدفت إيمان خليف، إلا أن ابنة الجزائر الملاكمة الشجاعة كانت لهم بالمرصاد، حيث أبرحت كل الأصوات اللئيمة ضربا بلكماتها القوية على الحلبة، تاركة كدمات عميقة في نفوس كل الظالمين الحقودين، لتثبت أن الرياضة أخلاق قبل كل شيء وأن المرأة الجزائرية خط أحمر، لا يمكن المساس بكرامتها ولا يمكن لأحد التعدي على حقوقها، ومن حاول ذلك، فما عليه سوى مواجهة شعب بأكمله، متمسك بأرضه وبقيم وطنه، شعب تكمن قوته في وحدته وتلاحمه وتكاتف جهوده، والدفاع بشراسة عن عَلمه وبلده ، ..تحيا الجزائر .

يرجى كتابة : تعليقك