التفجيرات النووية بالصحراء الجزائرية شاهد تاريخي على بشاعة فرنسا

رقان.. حقد لم يردم وباريس مصرة على غطرستها

رقان.. حقد لم يردم وباريس مصرة على غطرستها
آراء و تعليقات
تصر باريس على كتابة تاريخها الملوث بدماء الأبرياء في شمال إفريقيا وعلى الأخص الجزائر بحبر أسود قاتم، إذ لم تكفها جرائم الأمس لتواصل سقطاتها إزاء بلد مسالم، يحاول لملمة جروحه وتناسي الماضي إلى حين، من أجل قيم دولية سمتها التعاون والسلام والأمن العام. فالتفجيرات النووية التي قامت بها في رقان وإن إيكر بالصحراء الجزائرية في الفترة مابين 1960 و1966، لا زالت شاهدة على بشاعة ما قامت به إزاء شعب أعزل، سلبته ذات "سايكس بيكو" أرضه لتتوسع اجتماعيا واقتصاديا، وتدخل إلى النادي النووي على حساب الإنسانية، وتحاول اليوم النيل من سيادة بلد، لقنها وهي أكبر قوة إقليمية ضمن حلف شمال الأطلسي في القرن العشرين درسا في الوطنية والتضحية. باريس عليها أن لا تنسى بسالة شعب كان سدا منيعا أمامها بالأمس، وأفشل كل الخطط الحربية لكبار قادتها، الذين لم تنفعهم كل الإمدادات العسكرية لحلفائهم، أمام آلة الثورة الجزائرية التي دحضت مزاعم القوة الفرنسية بوسائل بسيطة فقط، لكن بوطنية وحب كبيرين، وتعاون والتفاف شعب حيّرت مواقفه إزاء بلده العالم، فهو ينسى كل مشاكله اليومية ويذود عن بلده في المحن. هذا الشعب لم ولن يمحي من ذاكرته ما جرى في 13 فبراير 1960، وفرنسا الاستدمارية تقوم بأولى تجاربها النووية في بلده فيما أسمته ب"عملية اليربوع الأزرق"، الذي أيقظ أهالي المنطقة على وقع انفجار مدو بقوة 70 كيلوطن، فاقت قوته انفجار هيروشيما بأكثر من أربع (4) مرات، مستخدمة في جريمتها عنصري البلوتونيوم واليورانيوم، اللذان يدوم إشعاعهما لأزيد من 4500 سنة. وعلى الرغم من بشاعة الواقعة التي بدأت في 1960، إلا أن البلد الذي يدّعي قيامه على مبادئ الحرية والمساواة والأخوة، واصل جرائمه إلى غاية 1966 بتجارب نووية جوية، قام بها بالموازاة مع تجاربه في باطن الأرض بمنطقة إن إيكر، لتصل حصيلة هذه الجريمة الإنسانية إلى أزيد من 42 ألف ضحية، من بينهم أسرى استعملوا كفئران تجارب، ناهيك عن تعرض عدد لا يستهان به من الأهالي إلى تشوهات خلقية وعقم وأمراض خطيرة نادرة، دون أن ننسى التلوث البيئي جراء الإشعاعات النووية. ومع كل هذا حاول بلد المليون ونصف المليون شهيد تجاوز هذه الجرائم، والتعامل مع فرنسا التي لم تراع الفرصة التي وافقت الجزائر على منحها إياها خاصة في الفترة الأخيرة، بعد تودد وصل إلى درجة الخضوع ، وتجرأت على تهريب رعية مطلوبة من القضاء الجزائري. بل أكثر من ذلك فهي لم تعر الأعراف الدبلوماسية أدنى اهتمام، ولم تقم بأي شيء يوحي بجديتها في إرساء حبال الود مع بلد كريم، ثابت في مواقفه، لا يتعامل مع غيره كاللصوص ويتحيّن الفرص للنيل منه. فرنسا الاستعمارية عليها أن تداري على ماضيها، وتخجل من مجرد ذكر "رقان" في العلاقات الدولية، لارتباطها بجريمتها النووية التي فاقت 57 تجربة اعترفت ب17 منها فقط، وبات لزاما عليها أن تلملم فضائحها، وتتقي غضب الحليم بإعادة حساباتها مع الجزائر، قبل أن يخرج الوضع عن مساره.

يرجى كتابة : تعليقك