عرس تاريخي وثقافي احتضنته أمس الباهية بمناسبة احيائها للذكرى 230 على تحرير مدينة وهران من الاحتلال الإسباني المصادف ليوم 27 فبراير 1792 حيث طالب المشاركون في هذه التظاهرة بترسيم هذه الذكرى كيوم وطني يدخل في أجندة الأعياد الوطنية . وهذه المبادرة التي تلقت استجابة كبيرة من أبناء وهران و من ولايات مجاورة ، أشرف على تنظيمها " مجموعة أرسام وهران " التي رسمت لأول مرة مسار تاريخي و ديني و سياحي لرباط الطلبة بداية من رباط سيدي محمد بن عودة، رباط ايفري، رباط جبل المايدة و مقبرة الطلبة الذين استشهدوا أثناء تحرير مدينة وهران .
اللقاء حضره رئيس المجلس الشعبي الولائي شلابي محمد و رؤساء اللجان و ممثلين عن المجلس الشعبي البلدي و مديرية الثقافة السيدة بشرى صالحي والدكتورة ياقوت عيساني عضوة المكتب الوطني للمجتمع المدني و سفيرة الألعاب البحر الابيض المتوسط و السيد البرلماني خوجة ابراهيم نائب بالمجلس الشعبي الوطني .
حول هذه الذكرى الهامة في تاريخ وهران صرحت السيدة بشرى صالحي للجمهورية قائلة : " نحن متواجدون اليوم برباط سيدي امحمد بن عودة لمشاركة مجموعة من الشباب و هم أرسام وهران لإحياء ذكرى مدينة وهران من الاسبان و الشيء الذي ميز هذه الاحتفالية أن هناك مجموعة هائلة من الشباب تحتفل بالذكرى رغم أنها لا تعتبر يوما وطنيا و لا محليا، إلا انها أبت إلا أن تحتفل بهذه الذكرى و هذا يحفزنا نحن كمسؤولين لتثمين هذه المبادرة وتشجيعهم لأن هذا يدخل في باب الحفاظ على التراث الوطني" .
أما اسماعيل بن يوب الباحث في التاريخ و الآثار والمرشد السياحي، فلقد أكد على أن ذكرى تحرير مدينة وهران من الاحتلال الصليبي الاسباني الذي دام في مدينة وهران حوالي 3 قرون ، قد قام به العروش والقبائل الوهرانية أبت إلا تحرير مدينة وهران و كان على رأسهم مولاي الباي محمد الكبير الذي نظم جيشا من طلبة حفظة القرآن الكريم و مجاهدين الذي كان عددهم بداية 200 طالب ليلتحق يهم عددا كبيرا من الطلبة ليصل في الاخير عددهم الى 1500 طالب استشهدوا أغلبهم من أجل نصرة وهران و تحريرها من الاسبان .
لقد تحدث المتدخلون من أساتذة و باحثين عبر عدة نقاط من المسار رباط الطلبة عن تحرير وهران من الاحتلال الاسباني ، فزهاء ثلاثة قرون من 1509 إلى 1792، من حالة حرب دائمة، وقد تسبب الوجود الإسباني في وهران بأضرار وخيمة منذ القرن السادس عشر إلى مطلع القرن الثامن عشر. ولم تتوقف الغارات العسكرية على الأهالي وامتدت إلى محيط وهران والأقاليم البعيدة مثل غريس ومستغانم وتلمسان إلى جبال ندرومة. فقد دأب الجيش الإسباني على شن الهجمات العسكرية تلو الأخرى. و كان غرضه نهب الأموال وسبي النساء و الأطفال وقتل الرجال إلى درجة إبادة قبائل بكاملها، فقد كان يباغت الأهالي في قراهم ليلا ونهارا بفضل جواسيس كانوا يراقبون حركات تنقل التجمعات السكانية ويرصدون مواقعها، ويتم له ذلك دون أن يجد مقاومة تمنعه من الفساد إلى غاية استسلام ملك إسبانيا شارل الرابع الذي أمر بتسليم مفتاح وهران المصنوع من الذهب الخالص للباي محمد بن عثمان الكبير بمعسكر. وقدم الدكتور بلحاج محمد نبذة عن سيدي محمد بن عودة الذي توفي قبل التحرير، ولم ينس فضله مولاي الباي محمد الكبير في المشاركة في الحروب التي خاضها برفقة ساكنة وهران من أجل تحرير وهران فكرمه من خلال المقام الذي يحمل اسمه هذا المكان.
و كذا الحديث عن المكان المسمى ايفري الذي أسسه الباي بوشلاغم .
شارك المئات من الشباب في هذه الذكرى من خلال اللباس التقليدي الأصيل الذي يرمز لأصالة وهران خاصة الحايك المرمة التي ارتدته الأستاذة كنزة قولال الذي نوهت بضرورة التمسك بجذورنا، الى جانب جمعية الازرق السياحية التي جاءت من مستغانم باللباس التقليدي و أكدت على ضرورة حماية التراث و التاريخ من الضياع بالتمسك من خلال إحياء ذكرى تحرير وهران، لتكون خاتمتها مسك من خلال القصائد الشعرية التي قدمها الشاعر كريم عطلي ومجد فيها شيوخ و أحياء وهران ، المدينة العتيقة بتاريخها المجيد.

ممكن افادتنا ببغض المراجع التاريخية عن مشاركة المقراني في محاربة الاستعمار الاسباني
الدكتور بلحاج محمد الاستاذ الجامعي الباحث الوحيد الحاضر في التظاهرة الذي تدخل بشروحات في اكثر من موقع ولكن لم يذكر ....للأسف....هذا حال المجتهدين عندنا