تتهيأ الباهية هذه الأيام للاحتفال برأس السنة الأمازيغية في أجواء خاصة تميزها الديكورات والاكسسورات متباينة الألوان التي تزين واجهات المحلات والأسواق اليومية، وتستعد الأسرة الوهرانية بدورها لإحياء المناسبة واستعادة اللّمة العائلية "بخلطات عطرية" مميزة يغلب عليها الطابع الشعبي الخاص بعاصمة الغرب الجزائري .
حركة تجارية غير عادية تشهدها الساحة المحلية منذ حلول السنة الجديدة وقبل تاريخ استقبال الموعد الاحتفالي بأكثر من أسبوع، حتى لا تفوت فرصة تنظيم معارض بلوحات شعبية مفتوحة للمتسوقين تمنح من خلالها المجال أوسع لكل مهتم أو مولع بالتسوق لاقتناء أجمل ما تفننت في عرضه السوق .
لم تعد الاحتفالات بيناير تقتصر على طاولات ومحلات الأسواق الشعبية المعروفة بوهران، بل تعدتها بكثير لتمس كل من يسعى إلى ترسيخ الهوية الوطنية، ولم تعد الاستعدادات الخاصة بهذا العيد محصورة في نقاط بيع تعد على الأصابع، فقد فرضت موضة و"ايتيكات" القعدة المناسباتية في السنتين الأخيرتين طابعا جديدا مغايرا بوشاح مختلف يستقطب كل زائر يقصد المكان ويدفعه بدون تردد إلى ولوج عالم الزينة بأسعار متباينة .
فالتغير الجذري الذي أضحى يزحف باستمرار نحو التجديد والاختيار الأنسب لكل مناسبة جعل من العيد الوطني لسنة 2974 "طوندوس" الموسم وصنع لنفسه صورا جمالية توثق الحدث وترّسمه بلمسة سحرية بألوان الأحمر والبرتقالي والبني على ضفاف المدينة المتوسطية التي عودت سكانها وزوارها على إحياء يناير وتكريس معالمه في كل سنة .
وعلى خلاف السنوات الخمس الماضية واستكمالا لنفس المسار، فقد سجلت الساحة التجارية في المدة الأخيرة ميلاد محلات متخصصة لها شهرتها وبصمتها الخاصة في التسويق والترويج لمستلزمات المناسبات الدينية والوطنية والعائلية والأكثر من ذلك، فقد أضحت تغير ديكورها واكسسواراتها ومنتوجاتها بشكل يتماشى والحدث الذي تعيشه المدينة، كل حسب ما تفرضه المناسبة من فن التزيين، بداية من اختيار لون الطبعة واللباس التقليدي والأواني والحلويات والمكسرات والزخرفة المستعملة بلمسة عصرية تقليدية في مزيج متناسق يصنع من المكان فضاء راقيا جمع بين ما هو موروث ثقافي و بين رفاهية "الاتيكات " التي فضلت أن تكون هي الأخرى جزء لا يتجزأ من المناسبات الجزائرية .
فالمتجول بين أجنحة هذه الفضاءات الفنية والتجارية يقف عند الامتياز المقدم لكل عائلة جزائرية تتمسك بتقاليدها وتسعى لترسيخ مبادئها لدى الأجيال القادمة من خلال التنوع الكبير والساحر في المنتوجات والألبسة التقليدية التي ظفرت هي الأخرى بحيز كبير من الاهتمام، وأصبحت ضمن أجنحة العرض التسويقية موجهة خصيصا للبراعم الصغار الذين يتحولون في يوم الاحتفال إلى نجوم السجادة الحمراء من الدرجة الأولى.