تعد محطة سوناكتار لتوليد الطاقة واحدة من المشاريع الضخمة التي تنتظر دخولها حيز الخدمة على أحر من الجمر بولاية مستغانم بالنظر إلى الحلول التي ستعطيها للقضاء على العجز المسجل على مستوى التموين بالطاقة الكهربائية بعدد من البلديات والمناطق الريفية بالولاية والتي تشهد تذبذبا وانقطاعا متكررين للكهرباء تزداد حدته خلال فصلي الشتاء والصيف منها دائرتي خير الدين وحاسي ماماش، كما هناك تجمعات سكنية ريفية تنعدم بها تماما الربط بشبكة الكهرباء ما يجعلها تعيش في ظلام دامس منذ أحقاب طويلة وإلى غاية الآن على الرغم من جهود الدولة في انجاز مشاريع للربط بشبكة الكهرباء التي مست العديد من المناطق بمستغانم، لاسيما في السنوات الأخيرة . وانجر على هذا الوضع إقدام بعض السكان على ربط منازلهم بطرق فوضوية بالكهرباء بتمرير الكوابل لمسافات طويلة تصل أحيانا إلى 2 كلم الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على حياتهم.
و من هذا المنطلق، تبقى الآمال معلقة على محطة سوناكتار للقضاء على انشغالات بقية الساكنة في مجال التزود بالكهرباء التي تعاني من عدم إعادة وتأهيل الشبكة ببلدياتهم والذي يعد مطلبا أساسيا وملحا من طرف هؤلاء.
*طبيعة أرضية المشروع وراء تسجيل التأخر في الانجاز
وقد عرفت أشغال انجاز هذه المحطة تأخرا ملحوظا في السنوات الأخيرة، حيث بدأت عام 2014 بتكلفة مالية بلغت بتكلفة 13.6 مليار دج وكان من المفروض أن تدخل الخدمة عام 2020 بطاقة إنتاج تقدر بـ 1450 ميغاواط مقارنة بالجدول الزمني لها، غير أنها لم تدشن في تلك الفترة لتبقى حاليا رهينة الأشغال. وهو السبب الذي دفع بأحد البرلمانيين عن ولاية مستغانم بتوجيه سؤال شفهي إلى وزير الطاقة مؤخرا حول الدوافع التي جعلت هذا المشروع يعرف تأخرا في التسليم وكان رد ممثل عن الحكومة بأن نسبة أشغال المحطة قد أدركت في الوقت الحالي بأكثر من 85 في المائة من نسبة الانجاز وأنها ستدشن وتدخل حيز الخدمة في صيف 2024 مرجعا أسباب التأخر في الانجاز إلى طبيعة الأرضية التي يقام عليها هذا المشروع، حيث شكلت العامل الأساسي حسبه في التأخر المسجل في الانجاز مع استحالة تغيير المكان، مضيفا أنه تطلب جهدا إضافيا لتدعيم الأرضية على كافة مساحة المحطة بانجاز 2500 عمود عميق من الخرسانة المسلحة مع بذل شركة سونلغاز لجهود مضنية لتدارك التأخر عبر تدعيمها للورشة بالات إضافية وتجنيد العمال للعمل كل أيام الأسبوع و لمدة 24 ساعة لافتا إلى أن المشروع يشهد وضع اللمسات الأخيرة له. وفي سياق ذي صلة، أكد المصدر نفسه، أن عملية ربط الساكنة بالطاقة الكهربائية ستشهد ديناميكية خلال هذا العام، حيث سيتم ربط 1910 منزلا بالكهرباء بغلاف مالي يقدر بـ 492 مليون دينار مما يتطلب أكثر من 157 كلم من شبكة التوزيع وربط 2850 منزلا بالغاز بغلاف مالي يصل إلى 1332 مليون دج بمسافة ستبلغ 112 كلم من شبكة النقل و التوزيع.
يشار أن مشروع محطة توليد الكهرباء بمستغانم، يدخل ضمن إطار البرنامج الشامل للدولة الرامي إلى انجاز 6 محطات ضخمة بالوطن بكل من خنشلة و بسكرة و النعامة وجيجل والجلفة ومستغانم بطاقة إنتاج إجمالية تصل إلى 8 آلاف ميغاواط ومن المنتظر أن يوفر هذا المشروع 500 منصب عمل دائم بمستغانم مع تزويده للطاقة الكهربائية على المستوى المحلي و الولايات الغربية المجاورة .