كشفت رئيسة مصلحة الطب الداخلي بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 54بوهران البرفسور بشاوي مليكة، عن إنشاء برنامج صحي لعلاج السمنة منذ ديسمبر 2022، حيث يعتمد هذا البرنامج عن تخصيص أيام لاستشفاء اليومي (Hôpital De Jour) خاص بالأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة الذي يضم 80شخصا يعانون من السمنة المفرطة (Obésité) الى غاية يومنا هذا، والذي يعتبر الأول من نوعه في الجزائر.
وتقول الدكتورة طفية جميلة طبيبة عامة رئيسية بذات المصلحة والمسؤولة عن هذا البرنامج الذي يشرف عليه طاقم طبي في مقدمته طبيبة عامة، أخصائية نفسية ، أخصائية تغذية، وكذا ممرضة ، الذي يعمل في مجموعة متكاملة فيما بينها: "هذه الفكرة والمشروع الصحي يتم تطبيقه في الدول الأوروبية بكثرة، وقد قمنا بإسقاط هذه التجربة داخل المؤسسة الاستشفائية والمجتمع الجزائري مع محاولة تجانس الثقافة الجزائرية والعربية لدى الأشخاص، أين تم تطبيق هذا البرنامج لأول مرة في الجزائر مع نهاية سنة 2022 ، من خلال مجموعة محددة من المرضى حيث كانت البداية بـ04 اشخاص فقط ثم تزايد العدد مع سنة2023 إلى 59شخاص الى غاية ان وصل الى 80 شخصا مع بداية سنة 2024، و من بين هذه الحالات الذين من يعانون من داء السكري"
فالعلاج يتم مباشرة ، ومبرمج له موعد كل يوم أحد من الأسبوع يكون عبر ورشات علاجية متكاملة بين المختصين ، في الفترة الصباحية يتم استقبال المرضى كل واحد على حدى من اجل القيام بالتحاليل الطبية اللازمة مع فحص المريض جيدا لمدة 45 دقيقة مع كل مختص، مع التأكيد على اتباع نظام غذائي متوازن يتوافق مع المائدة والاكلات الجزائرية وليس نظام حاد الذي يؤثر على صحتهم، دون ان ننسى المرافقة النفسية للمريض التي تؤثر بشكل واضح على نمط حياته ، بالموازاة ينظم المختصين اجتماع لدراسة ملفات المرضى والبرنامج العلاجي الخاص بكل واحد منهم، كما توجد مرحلة أخرى من العلاج من خلال أخذ موعد للمريض مرة في الشهر والذي يصادف كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع ثم مرة في الشهريين الى ان يتم رسكلة نمط نظامه الغذائي بنفسه وبشكل تلقائي.
في حين يتم تخصيص كل يوم خميس من الأسبوع للقيام بورشات علاجية جماعية للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة رفقة المختصين عن طريق حلقات علاجية، حيث كل فوج يضم 08 أشخاص يقومون بثلاث ورشات متفرقة تتعلق بالتغذية والنفسية وحتى الصحية، مع المختصين القائمين على هذا البرنامج.
وقد أضافت ذات المتحدثة أن البرنامج يضم فئتين من الأشخاص الذين يريدون اجراء عملية جراحية للسمنة وهم نسبة قليلة (17% لحد الان) واخرين لا يريدون القيام بالتدخل الجراحي فالفئة الثانية والأولى يتم تطبيق نفس البرنامج العلاجي لمدة سنة كاملة، في حين الفئة الأولى يتم مراقبتهم طبيا بعد العملية جراحية ضمن نظام علاجي إضافي لمدة سنتين كاملتين.
وحول النتائج المحققة من هذا البرنامج العلاجي الذي سجل اجراء 81 ورشة علاجية متكاملة منذ انطلاقه، انه بعد قرابة سنة كاملة من تطبيقه من قبل الأشخاص الذين قاموا بتغيير لنمط حياتهم الغذائي وحتى الصحي وكذا النفسي والتي تعتبر من أهم إنجازاته، خاصة لدى مرضى السكري الذين كانوا يعانون من ارتفاع حاد لمستوى السكر في الدم.