استقبل رئيس المجلس الشعبي الوطني، ابراهيم بوغالي، اليوم السبت، رئيس الجمعية الوطنية للجمهورية الإسلامية الموريتانية، محمد بمب مكت، الذي يقوم بزيارة الى الجزائر تدوم أربعة أيام. وبالمناسبة، نوه السيد بوغالي --حسب بيان للمجلس الشعبي الوطني-- بـ"مستوى العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين"، داعيا الى "مزيد من التواصل
بين مجموعتي الصداقة البرلمانية اللتين تلعبان دورا مهما في تعزيز التقارب ورفع مستوى التعاون بين البلدين". وأكد في ذات السياق أن الجزائر "تتطلع إلى تعزيز علاقاتها مع موريتانيا، لاسيما على المستوى الاقتصادي، بالنظر إلى الامكانيات المتوفرة لدى البلدين، والتي تسمح بالارتقاء بهذا التعاون إلى المستويات المنشودة".ولدى تطرقه إلى المسائل الدولية، ذكر رئيس المجلس بأن "ما يرتكب في حق الفلسطينيين سيبقى وصمة عار في جبين الإنسانية"، لافتا إلى أن الجزائر "تبذل
جهودا كبيرة لحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة الجماعية والتهجير القسري". وأشار الى أن الجزائر "عملت أيضا من خلال رئاستها اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على إسماع صوت هذه المنظمة بشكل قوي يدين الاحتلال الصهيوني ويدعو إلى وقف عدوانه على الشعب الفلسطيني". وبالنسبة لقضية الصحراء الغربية، جدد السيد بوغالي التذكير بأن الجزائر "ليس لديها أطماع في هذا الاقليم المحتل"، مبرزا أن هذه القضية "لا تزال مسجلة في
الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار". وأضاف أن الجزائر "حريصة على تمكين الشعب الصحراوي من حقه المشروع في تقرير مصيره وفق اللوائح الأممية". وأوضح في هذا الاطار أن "التوترات المشهودة على الصعيدين الإقليمي والدولي
وما ينجر عنها من تحديات، تفرض على البلدين تبني مقاربات مشتركة تستنير أكثر من أي وقت مضى بمبدأ وحدة المصير".
من جانبه، أكد رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية أن "العلاقات بين البلدين عرفت منحى تصاعديا، لاسيما بعد زيارة رئيس الجمهورية الموريتانية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى الجزائر سنة 2021 وما أسفر عنها من مخرجات في غاية
الأهمية، على غرار التوقيع على عديد الاتفاقيات". واشار الى أن بلاده "تعطي الأولوية للتعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي والثقافي مع الجزائر"، مؤكدا أن "كل ما يجري في المنطقة لن يؤثر على العلاقات الأخوية بين البلدين".
وأضاف أن موريتانيا "تنظر بعين الفخر لما حققته الجزائر ورئيسها السيد عبد المجيد تبون لصالح استقرار المنطقة ودفاعا عن القضايا العادلة في العالم". وبالمناسبة، استعرض المسؤول الموريتاني "ما تم تحقيقه على صعيد التعاون الثنائي، على غرار المعبر الرابط بين البلدين وطريق أزويرات والخط البحري المباشر وفتح فروع بنكية في نواقشوط ونواديبو", معتبرا أن ذلك "كان له أثر اقتصادي واضح للغاية". وفي سياق آخر، أكد رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية أن بلاده "كانت من أوائل
الدول التي أدانت العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني"، مشيرا الى أن الجزائر من "الدول القادرة على تقديم الدعم اللازم للقضية من موقعها كدولة وازنة تمتلك ديبلوماسية ديناميكية وقد أثبتت ذلك حينما دعت مجلس الأمن الأممي
الى النظر في مسألة التهجير القسري للفلسطينيين". وبخصوص الصحراء الغربية، نفى رئيس الجمعية الوطنية "وجود أي أطماع لبلاده في هذا الإقليم"، مؤكدا أن موريتانيا "تحترم اللوائح الأممية وتأمل في إيجاد حل لهذه القضية", وفقا لما تضمنه بيان المجلس الشعبي الوطني.