المشجعون الجزائريون المتواجدون في دولة ساحل العاج لمناصرة المنتخب الوطني في فعاليات الطبعة الـ 34 لكأس أمم افريقيا لسنة 2023، يتركون أثرا طيبا في أواسط الشعب الايفواري ومختلف جموع شعوب الدول الـ 26 المشاركة أيضا ، إذ يعكسون الصورة الايجابية عن الجزائر عامة وشعبها المسالم المتعايش مع مختلف الأجناس خاصة ، وذلك بفضل السلوكات والممارسات الدينية التي تمثل تمسك هذا الشعب بديننا الإسلامي الحنيف والتي منها النشاطات التطوعية والخرجات الثقافية الترفيهية التي ينظمها المناصرون جميعا لفائدة الطبقات الاجتماعية المختلفة بذات البلد.
البداية مع النشاطات الخيرية التي أقامها ممثلو جمعية العلماء المسلمين، والمتمثلة في التسوق وشراء كميات معتبرة من المواد الغذائية ومن تم وضعها بالتساوي في طرود لتوزع على الفقراء والمحتاجين من الإيفواريين.
بالمقابل قدم الشباب الايفواري ممن يملكون وسائل نقل كالدراجات النارية أو الهوائية التي يعتمدون عليها يوميا للتنقل بين الأحياء والمدن لقضاء حاجاتهم، خدمة لهؤلاء الجزائريين كالتوصيل المجاني الى جميع الأماكن الذي يقصدونها خصوصا المساجد خلال الساعات الأولى في اليوم (صلاة الفجر ) والساعات المتأخرة (صلاة العشاء ) قصد أدائها بالمساجد، وهناك أخرين يقومون بتوصيل الجزائريين مجانا الى الملاعب بمدينة بواكي أين يلعب المنتخب الوطني جميع مبارياته في الدور الأول ، وهذه المبادرة جاءت تعبيرا منهم على الامتنان الذي يحملونه في صدورهم اتجاه الجماهير الجزائرية.
في حين حقق الشباب الجزائري من الناشطين عبر منصات التواصل الاجتماعي حلم العديد من أطفال وشباب ساحل العاج المحبين لعناصر المنتخب الوطني الحالمين بمقابلتهم، حيث برمجوا لهم خرجة لمقابلة عدد من محاربي الصحراء في مقدمتهم قائد الفريق اللاعب الكبير " رياض محرز " والذي أهدى لهم قميص الأفناك ممضي باسمه.
وكان للمنتوجات الجزائرية من مواد غذائية، ألبسة تقليدية، ومأكولات شعبية نصيب في هذه التجربة الفريدة، وحظي بالترويج من قبل سفراء الجزائر في صحراء القارة السمراء.
كما شاركت المؤثرات الجزائريات عبر مواقع التواصل الاجتماعي المقيمات في المدن التي تحتضن فعاليات منافسة "كان 2023 " يوميات النسوة الإيفوارية من خلال الطهي معهن، وغسلهن للأواني والملابس بالطريقة التقليدية، حتى أنهن توجهن للأسواق وقمن باقتناء اللباس التقليدي الذي يعكس ثقافة ذات المنطقة، الأمر الذي لقي استحسانا كبيرا من طرف نساء ساحل العاج وفرحن به جدا وتقاسمن معهن أوقاتا ممتعة حيث توطدت من خلالها أواصل المحبة والأخوة بين الشعبين.
لم تتوقف إنجازات الجزائريين هنا، فالفرق الموسيقية المتطوعة الداعمة للمنتخب الجزائري خلال الدورة، نشطوا العديد من الحفلات منذ أن وطأت أقدامهم الكوديفوار على هامش المباريات في الملاعب وخارجها كما أنهم شاركوا الإيفواريين أعراسهم من خلال العزف لهم في مواكب الزفاف، مكونين جوا من الفرجة والبهجة من جهة ومعرفين بالثقافات الجزائرية عبر الموسيقى والمعزوفات والأغاني التي قدموها من جهة أخرى، مما خلق جوا من التنافس والتوافق بين الشعبين كان يتوسع ليشمل مشاركة شعوب أخرى في صناعة هذه الأجواء ، ولعل هذا ما شهده العالم من خلال الفيديوهات التي غزت منصات التواصل الاجتماعي في مقدمتها الفيسبوك ، الأنستغرام والتيكتوك وقنوات اليوتيوب ، وقد عرفت هذه المقاطع انتشارا واسعا حصدت من خلاله ملايين المشاهدات ولقيت تجاوبا إيجابيا كبيرا وعكست الصورة الحقيقية للجزائر عامة وعن شعبها خاصة ، هذا الشعب المعطاء الحنون المحب للخير ، المساند للأمم في قضاياها الإقليمية والدولية ، الرامي لوحدة الأمة العربية الإسلامية ووحدة القارة السمراء الإفريقية ضمن حقل دولي يسوده الأمن والسلام.