مازال سكان بلدية تاودموت التابعة لدائرة مرين في أقصى جنوب ولاية سيدي بلعباس يشتكون نقصا فادحا في مجال التغطية الصحية , ذلك أن هذه البلدية النائية لاتتوفر سوى على قاعة علاج وحيدة يشتغل بها طبيبان عامان بالتناوب يأتيان على متن الحافلة من سيدي بلعباس على بعد 115 كلم لأجل فحص المرضى وتقديم الوصفات لمدة لاتزيد عن الساعتين لأن اخر موعد لعودة حافلة النقل الى سيدي بلعباس هو الثانية عشرة ونصف زوالا, أما الخدمات الطبية الأخرى على غرار طب التوليد وطب الأسنان وغيرهما فهي معدومة و تضطر العائلات على سبيل المثال الى نقل المرأة الحامل في غالب الأحيان على متن سيارة كلوندستان وقطع مسافة30كلم للوصول الى العيادة المتعددة الخدمات لبلدية مولاي العربي بولاية سعيدة و في غالب الأحيان الى مدينة سعيدة حتى تضع مولودها هناك والسبب أن مقر دائرة مرين التي تتبع لها بلدية تاودموت بعيد عنها ب 53 كلممايجعل هذه العائلات تفضل اختصار المسافة ربحا للوقت خاصة لما يكون الوقت ليلا, أما التوجه الى عاصمة الولاية سيدي بلعباس للفحص والعلاج والتداوي في مثل هذه الحالات الاستعجالية فالأمر صعب للغاية لأنه يتطلب استئجار سيارة بمبلغ 2500 دج أو يزيد وهذا ليس في مقدور غالبية السكان ذوي الدخل المحدود, المشكل لايتوقف عند هذا الحد بل يمتد الى اقتناء الأدوية ذلك أن المريض ملزم بالتنقل الى بلدية مرحوم ( 30كلم ) أو الى مولاي العربي ( 30كلم )للحصول على مبتغاه والسبب أن تاودموت لاتتوفر على صيدلية. هذا الانشغال الهام والكبير نقلناه لرئيس البلدية السيد ماحي يحي الذي كان جوابه : ان الجانب الصحي على مستوى البلدية يبقى شغلنا الشاغل وذا أولوية نظرا لما تعانيه الساكنة في هذا الخصوص وكنا طرحنا المشكل على السيد والي سيدي بلعباس في زيارته الأخيرة للمنطقة والتمسنا منه تمكين البلدية من عيادة متعددة الخدمات مجهزة وبها عديد الاختصاصات لوضع حد لمثل هذه المتاعب والمصاعب التي يعاني منها السكان منذ سنين ولم يتردد في قبول الطلب ونحن الان ننتظر موافقة وزارة الصحةعلما وأننا اقترحنا عليه تحويل مقر البلدية القديم الذي يحتاج الى تعديل وترميمات لتحويله الى منشأة صحية .