في سابقة من نوعها بتاريخ ولاية وهران، أطلقت حملات القضاء على التجارة الفوضوية التي تم عن طريقها إنهاء عمر أسواق شعبية قديمة توسعت منذ سنوات طويلة، أقلها 35 سنة وسط النسيج الحضري والمجمعات السكانية حتى أصبحت ملتصقة بالبنايات والسكنات محتلة الأرصفة والطرقات، لطالما كانت السبب الرئيسي وراء الفوضى مؤدية الى عرقلة حركة السير وخلق ازدحام مروري دائم ، ظاهرة الأسواق الفوضوية التي تجذرت بوهران طبقت في حقها اليوم اجراءات صارمة وقرارات لا رجعة فيها سمحت أخيرا بفرض تطبيق النظام وتأطير الممارسات التجارية وفق القوانين التي طغى عليها هذه المرة الجانب التنظيمي اكثر من الجانب التطبيقي المعتاد، وكان الضرب بيد من حديد الوسيلة الأنجع في ردع الممارسات غير الشرعية التي شوهت وجه المدينة المتوسطية، فنجح البرنامج الذي جاء في إطار سياسة الدولة المعتمدة وتعليمات والي وهران السعيد سعيود، و الذي شمل كافة التوسعات التجارية الفوضوية بالبلديات ولايزال متواصلا بالمجمع الوهراني، السانيا ، بئر الجير وعين الترك، وبلدية وهران.. استجابة واسعة للمشروع التنظيمي من قبل التجار لأول مرة استجابة واسعة للتجار وامتثال تام للأوامر والتعليمات واستحسان للمبادرة من قبل كل من السكان والباعة الذين مشوا مع الفكرة إلى أبعد حد وكانت العملية بالنسبة لهم مشروعا تنظيميا لنشاطهم بعد إدماجهم في أسواق بلدية، ضبطت من خلالها الممارسات التجارية الموازية التي شكلت نقاط سوداء خنقت المدينة. مع العلم أن حملات إزالة التوسعات التجارية الموازية تبدأ بإحصاء الباعة من قبل المندوبيات البلدبة، ثم تدخل مصالح البلدية بالتنسيق مع اعوان الأمن والتجارة في هدم الأكشاك وإخلاء الأرصفة وتحويل التجار الى أسواق نظامية، مع وضع نقاط أمنية ثابتة بالمواقع التي تم إخلاءها لضمان عدم عودة النشاط.
ولأن أكبر عدد من التوسعات التجارية الفوضوية متواجدة عبر مختلف نقاط مندوبيات بلدية وهران، ممثلة في مجموعة من الأسواق الشعبية التي تشكلت قبل سنوات وسط النسيج العمراني الحضري بطرق عشوائية سمحت بامتداد البيع الفوضوي للخضر والفواكه وغيرها من المواد الاستهلاكية على حساب مساحات واسعة من الطرقات والأرصفة، تم الاعتداء عليها من قبل الباعة عن طريق طاولات عرض السلع، ورغم الإقبال والشعبية التي شهدتها هذه الأسواق إلا أن إزالتها كان القرار الأهم والأفضل لصالح الجميع.
*محيط سوق لاباستي آخر عملية
منذ انطلاق تنفيذ تعليمات الوالي والشروع في حملات القضاء على أكبر الأسواق الفوضوية اليومية بإقليم بلدية وهران، عاد النظام الى شوارع المدينة وأعرق أحيائها، استرجعت مساحات عمومي واسعة، وفتحت منافذ كان المرور عبرها شبه مستحيلا، حيث أزيل الى اليوم 8 أسواق فوضوية في إطار البرنامج المسطر، آخرها كان سوق الأوراس الشعبي، (لاباستي)، بوسط المدينة، حيث قامت الثلاثاء المنصرم مصالح البلدية والشركاء بإخلاء أرصفة السوق وازالة الطاولات التي كانت تتوسط الطريق الطويل والزام التجار من أصحاب المحلات بعدم التعدي على المساحات المقابلة لهم.
وقبل سوق لاباستي العريق، مسح من خارطة مدينة وهران أقدم الأسواق المنتشرة بالأحياء القديمة للمندوبيات البلدية، مثل سوق سانبيار، والخالدية والبركي وسوق قمبيطة، وسوق حي اللوز، كما تم أيضا إخلاء الأرصفة وإزالة السوق الذي كان موجودا مقابل عمارات دار الحياة، وكذلك تم إخلاء الأرصفة وفتح الطرقات المؤدية إلى حظيرة السيارات وسط سوق المدينة الجديدة.
والجديد في برنامج إنهاء فوضى البيع العشوائي، هو إيجاد حلول مباشرة للباعة الذين حولوا من باعة فوضويين الى تجار نظاميين تم التكفل بهم من خلال ايجاد مواقع مخصصة لهم وإدماجهم داخل أسواق مغطاة أغلبها لم تكن مستغلة بسبب رفض التجار الدخول إليها وفشل كل المحاولات التي أطلقت قبل سنوات في القضاء على الظاهرة.
ينتظر أن تشمل العملية تباعا خلال الأيام القليلة المقبلة 4 أسواق فوضوية أخرى متواجدة على مستوى 4 مندوبيات بلدية، وحسب مصادر من بلدية وهران، فإن كل مندوبية ستشرع في إحصاء الباعة على مستوى النقاط المعنية، ثم يام دراسة طرق التكفل بالتجارة وتخصيص مواقع جديدة في اطار صلاحيات البلدية وامكانياتها الموجودة لتحويلهم اليها، ويتعلق الأمر بأسواق ابن سينا والأمير خالد وحي الحاسي والضاية، وأكدت نفس المصادر على الجهود المبذولة من قبل السلطات المحلية لتطوير كافة النقاط السوداء من الممارسات التجارية الموازية عبر المندوبيات البلدية، تنفيذا لتعليمات الوالي الرامية إلى فرض النظام والحد من ظاهرة البيع الفوضوي.