استهل أحمد نوال الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين الندوة التاريخية التي نظمتها اليوم مديرية المجاهدين بالتنسيق مع المعهد الوطني العالي للشبه طبي بسيدي بلعباس حول الذكرى الـ 64 لأول تفجير نووي بصحراء الجزائر قام به الاستدمار الفرنسي يوم 13 فبراير1960 استهلها بكلمة حول العديد من الجرائم التي ارتكبها المحتل في حق الشعب الجزائري، منها إبادة 1000 مصلي بجامع كتشاوة والقضاء على ثلثي سكان الأغواط واقتراف مجازر8 ماي 1945 ( 45 ألف قتيل ) في سطيف وخراطة وقالمة وصولا إلى اقترافها أبشع جريمة في تاريخ فرنسا ألا وهي التفجيرات النووية برقان منطقة أدرار التي أتت على الأخضر واليابس بشرا وحيوانات ونباتات ومياه ... مشيرا إلى أن البحوث حول هذا الملف بينت أن الفرنسيين الذين كانوا يشرفون على هذه العملية الاجرامية هم أنفسهم أصيبوا بأشعة هذه التفجيرات وهم يعانون من أمراض وتشوهات وبينهم ضباط صرحوا بأنهم قاموا بتحويل 150 سجينا من نواحي تلاغ وتحديدا من معتقل بوسيي الكائن بالضاية جنوب سيدي بلعباس باتجاه رقان وأخضعوهم هناك كفئران تجارب في هذه التفجيرات النووية والمعتقلون أنفسهم الذين كانوا في سجن بوسيي لفت انتباههم في ذلك اليوم وهم متواجدون الساحة انخفاض تعداد المحبوسين إلى النصف أو أقل ما يدلل على أن عددا منهم نقلوا إلى رقان وهناك من كان محكوما عليهم بالأشغال الشاقة في السجون الفرنسية حول عدد منهم إلى رقان منتهيا بالقول أن انتزاع الجزائر لحريتها لم يأت هكذا صدفة بل بتضحيات جسام لرجال مخلصين محبين لوطنهم ونحن مخاطبا في الأخير الحضور من طلبة المعهد العالي للشبه الطبي قائلا بأنكم أنتم نتاج شهداء الثورة الذين ضحوا بالغالي والنفيس فبفضل الله عز وجل ثم بفضل هؤلاء الشهداء الأبرار وصلتم إلى هذه الدرجة وستتخرجون تقنيين وإطارات في السلك الطبي، أما نحن في عهد الاحتلال، المحظوظ منا حصل على الشهادة الابتدائية واليوم هناك علماء جزائريون يسيرون مؤسسات علمية وطبية عالمية بكفاءة عالية، منتهيا بالقول علينا أن ننهل من العلم والتكنولوجيا وننشئ قوة عسكرية متطورة واقتصادا قويا وهو الاتجاه الذي نعمل عليه حتى نفرض احترام الغير لنا ونحافظ على وطننا العزيز. أما دليلة مسعودة مديرة المجاهدين فتحدثت عن أهمية إحياء هذه المناسبة التي نبتغي منها كشف جرائم الاستعمار البشعة ولفت انتباه طلبتنا في هذا المعهد إلى خطورة التفجير النووي الذي حصل وتأثيره على صحة الإنسان والنبات والحيوان والبيئة عموما.
هذا وفي مداخلته تطرق الدكتور ساحولي بشير إلى الأسباب والظروف التي جعلت فرنسا تهتم بهذا النوع من الصناعات خاصة وأن العالم دخل بعد الحرب العالمية الثانية في سباق نحو التسلح ما دفع بالدول الكبرى أمريكا الاتحاد السوفياتي بريطاني وفرنسا إلى دخول هذا المنتدى الخاص بالصناعات الذرية، هذه الأخيرة دخلت هذا التسابق بأول تجربة لها انطلاقا في منطقة رقان في الصحراء الجزائرية في 1960 .باسمها السري اليربوع الأزرق لكن هذه التسميات تكررت بمعدل 17 تجربة أقيمت في أماكن سطحية برقان وفي أماكن باطنية بنواحي تمنراست وقسمتها في مشروعها بين جانب عسكري وجانب علمي ولكن ماخفي كان أعظم كان لأغراض العسكرية وكانت نية فرنسا فصل الصحراء عن الشمال حتى تحول المنطقة إلى مختبر لإجراء تجاربها العسكرية وإسرائيل آنذاك رحبت بهذه التجارب بل وشاركت فيها بعلمائها . أما الدكتور محيي الدين عمر فتطرق من جهته إلى الآثار السلبية الخطيرة التي خلفها هذه التفجيرات النووية، ذلك أن فرنسا هي الدولة الوحيدة في العالم التي استعملت إشعاعا نوويا خطيرا المسمى ببليتونيوم، حيث يساوي أضعاف ذلك الذي استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية في هيروشيما باليابان، والسبب أن هذا الإشعاع يبقى لمدة 2400 سنة ما يعني أن أجيالا متعاقبة ستعاني منه زد على ذلك انه يلج جسم الإنسان ويحدث سرطانات بصفة موجعة وأليمة تنتقل من أشخاص إلى آخرين إلى الأبناء إلى الأحفاد من جيل إلى جيل، مشيرا إلى أن هذه الجريمة البشعة ينجم عنها ضرران، استعمال الأشعة في حد ذاته وثانيا استعمال الأشعة المحرمة حتى اصطناعيا .بينما الأستاذة منصوري صورية متخصصة في القانون الطبي تعرضت في مداخلتها إلى الضوابط القانونية والآثار الصحية للأشعة النووية الفرنسية في رقان، منها أطفال معوقون لهم بتشوهات خلقية وسرطانات كثيرة تتراوح تصل الى 80 في المائة وكذا إصابة نساء ورجال بالقصور الكلوي وفقر الدم ثم أن فرنسا أصدرت مرسوما لتعويض المصابين لكن على الأوراق فقط و فيه كثير من التحايل واللبس والسيد الرئيس كان طالب من خلال لقاء صحفي أجراه مع اعلامي فرنسي في 2023بتعويض المصابين في التفجيرات النووية في رقان من طرف فرنسا لكن لا استجابة لذلك لحد الان .وللأسف تفجيرات هيروشيما تحدث عنها العالم كله بينما تفجيرات رقان التي تساوي 5 أضعاف هيروشما لم تلاق نفس الصدى