دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط, اليوم الخميس, المجلس الاقتصادي والاجتماعي, إلى وضع خطة عمل عاجلة ذات أفق زمني محدد لتنفيذ مضمون وثيقة الاستجابة الإنسانية التي تقدمت بها دولة فلسطين, والتي تشمل مختلف المجالات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية في كافة الأراضي الفلسطينية وتهدف إلى التخفيف من شدة الصعوبات المعيشية التي يكابدها الفلسطينيون بشكل يومي.
وقال أبو الغيط, خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العادية (113) للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري برئاسة الأردن, أن أعمال هذه الدورة تنعقد وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد والخطورة, مشيرا على نحو خاص إلى
تلك التي يشهدها قطاع غزة الصامد منذ تاريخ 7 أكتوبر 2023 وما يتعرض له الفلسطينيون من جرائم إبادة جماعية يرتكبها الاحتلال وسط عجز دولي شجعه على الاستمرار في همجيته.
وأضاف أن هذا الاحتلال لم يعد يخفي خططه الممعنة في الوحشية والمتجردة من كافة الإنسانية ونتابع جميعا بقلق شديد ما يعلن عنه قادة الاحتلال من عزمهم اجتياح مدينة رفح التي فر إليها أكثر من 1.4 مليون فلسطيني هربا من القصف
العشوائي لباقي أراضي القطاع, منبها إلى أن هذا الاجتياح إن حدث, يهدد بكارثة إنسانية واشتعال للوضع الإقليمي على نحو
نحذر منه بشدة.
وناشد أبو الغيط كل الأطراف التي تدرك خطورة الموقف, التحرك بشكل عاجل لوقف هذه الخطط الجنونية قبل فوات الأوان, مشيرا إلى أن تلك الأحداث الأليمة أزاحت الستار عن الوجه الحقيقي والقبيح للمعايير المزدوجة للسياسة الدولية, إذ تحطمت المبادئ وتلاشت حين اصطدمت بجدار الأمر الواقع.. وسقطت الأقنعة عن وجوه من يدعون الدفاع عن القيم الإنسانية, أولئك الذين يدافعون عن حق الكيان الصهيوني في "الدفاع" عن نفسه وينكرون أنه قوة محتلة أو يتعامون عن هذه الحقيقة ويلتفون عليها.
وتساءل أبو الغيط : ما قيمة العدالة والنظم الدولية إن ظلت عاجزة عن تحقيق وقف إطلاق النار وإنهاء هذه المذبحة اليومية البشعة؟
وأكد أن العرب عبروا بوضوح وعلى نحو لا لبس فيه عن رفضهم القاطع لكل محاولات الكيان الصهيوني تصفية القضية الفلسطينية وتهجير السكان من أراضيهم, مستغلا أحداث 7 أكتوبر لتسريع وتيرة تنفيذ مخططات التطهير العرقي وأوهام الانفراد بالأرض كلها من النهر إلى البحر, وكأنها أرض بلا سكان.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أن تواتر الأزمات جعل الأولويات العربية تركز في المرحلة الحالية على إنقاذ الحاضر, وتقليل الخسائر, بدلا من التطلع للمستقبل, وعلينا أن ندرك أن هذه الصعوبات والأزمات تدفعنا إلى تعاضد أكبر, وتعاون أوثق, إذ لن تحل المشاكل سوى بالعمل الجماعي على كافة الأصعدة تحت مظلة الجامعة العربية التي يعد تحقيق الاستقرار والتنمية مقصدا رئيسا من مقاصدها السامية.