يواصل مؤشر الإصابات بالسمنة في الوسط المدرسي في الصعود مستهدفا أكبر عدد من التلاميذ باختلاف مستوياتهم التعليمية مشكلا خطرا حقيقيا للصحة العمومية أمام الإهمال التام للنمط الغذائي ولامبالاة العائلة.
أرقام مخيفة يظّل سجل الصحة يضبطها في كل سنة جديدة وفي كل فصل دراسي، وفي كل المناسبات العالمية والوطنية التي تطلقها الوزارة الوصية كإجراء تحسيسي توعوي، أو من باب تحسين خدمات الصحة العمومية، وإحصائيات ثقيلة أضحت تلازم خانة السمنة وزيادة الوزن لدى المتمدرسين بالدرجة الأولى في الأطوار التعليمية الثلاث، هذا ما تقف عليه الفرق الطبية بالهياكل الاستشفائية والمؤسسات العمومية لصحة الجوارية في حملات الكشف المبكر والفحص المتخصص الذي تبرمجه دوريا في إطار الصحة المدرسية.
وأكثر تحديدا فقد أحصت المؤسسة العمومية لصّحة الجوارية واجهة البحر 120 حالة سمنة جديدة خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية في مسح ميداني أجراه الطاقم الطبي لـ 6500 تلميذا خضعوا لفحوصات متخصصة بغرض جرد كل التفاصيل الخاصة بحالتهم الصحية وسلامتهم الجسدية ، رقم لا يستهان به، خاصة إذا قلنا أن الحصيلة المسجلة ترتبط بمدة زمنية قصيرة جدا وتتطلب فرض تدابير احترازية أكثر تشديدا من طرف الأسرة، الطرف الشريك في هذه العلاقة المضطربة.
وحسب مصادر طبية من ذات المؤسسة، فإن الوزن الزائد والاختلال الفاضح في النظام الغذائي من المظاهر المتكررة في المجتمع الجزائري بانعكاساتها الخطيرة على صحة الطفل والمراهق في نفس الوقت على خلفية ما تضبطه مصالحها في هذا الشأن خلال السنوات الأخيرة، وما تقف عليه كلما تعلق الأمر بالصحة المدرسية والتوازن الغذائي الذي أصبح رهينة ممارسات غير سليمة تُسيرها وتتحكم فيها الوجبات السريعة والسوندويشات والإدمان على السكريات والمشروبات الغازية، علما أن السنة الماضية سجلت المؤسسة 131 حالة جديدة .
وما يجدر التنويه إليه أن المؤسسة العمومية لصّحة الجوارية تتكفل بـ 19 ألف تلميذا في إطار برنامج الصحة المدرسية وتعمل على تخصيص طاقما يضم أطباء في تخصصات متعددة يحرسون على المتابعة الدورية للحالات العادية والمعقدة ، ويتجندون من أجل فرض رعاية صحية ونفسية للمتمدرس في المستويات الثلاث من بينها تظاهرة الأسبوع المغاربي لصّحة المدرسية الذي انطلقت أمس الاثنين بنشاطات متنوعة على مستوى المؤسسات التربوية لتوعية وترشيد التلاميذ بخطورة السمنة وتأثيراتها السلبية على المخ والتحصيل العلمي .