تنوعت عروض التجارة الالكترونية وتجاوزت حدود الطلب من سلع استهلاكية متنوعة ومعدات وأجهزة مختلفة وألبسة ومواد تجميل، الى منتجات طبية متمثلة في أدوية وعقاقير ومراهم، وكريمات للجلد والبشرة ومكملات، وخلطات وزيوت طبية يرفق عرضها بعبارة منتوج معتمد، أو مرخص من وزارة الصحة، وهي منتجات حساسة يفترض أن تصرف حصرا من الصيدليات و بوصفة من الطبيب المعالج.أصبحت السوق الرقمية توفر كل احتياجات المستهلك دون أي استثناء، يستغل من خلالها المسوقون مزايا الانترنت للترويج لكل ما يمكن أن يباع ويشترى، في فترة يعيشها المواطن اليوم يبحث فيها عن أسهل الطرق للحصول على احتياجاته بكبسة زر، مهملا معايير السلامة والقواعد الأساسية التي يعتمد عليها اقتناء أي منتوج من السوق، في مقدمتها المصدر. حيث أكد أحد الصيادلة أن أغلب المنتجات التي يروج لها عبر الانترنت مستوردة عن طريق (الكابة)، وهناك مواد مصنعة محليا في ورشات غير معروفة، كما أن الزبون لا يمكنه تفقد التفاصيل المتعلقة بالمنتج عن بعد، فهو يكتفي بما يقدمه الإعلان من معلومات عامة الهدف منها هو إقناع المستهلك بأهمية السلع المعروضة ودفعه الى إتمام عملية الشراء. ويعتمد تسويق هذه المنتجات على الإعلانات من قبل مؤثرين على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، وهو الجانب الذي يضمن رفع نسبة مبيعات بعض العقاقير الطبية التي يروج لها على أساس أنها مجربة وفعالة، وتلقى إقبالا كبيرا للمواطنين بولاية وهران كمراهم علاج مشاكل البشرة وكريمات إزالة تصبغات الجلد، وأدوية لآلام الظهر والمفاصل، وكذا بعض الوصفات والخلطات التي يزعم أصحابها أنها تعالج بعض الأمراض المزمنة أو المستعصية، كالسكري والسرطان، والحقيقة أنها أوهام تشترى بمبالغ خيالية ليس لها أي فائدة علاجية، يقول الطبيب العام " ع.موسى"، منبها من خطر استعمالها، خاصة وأن الكثير من الحالات تزور الطبيب بعد فوات الأوان واستعمال أدوية مجهولة روج لها إلكترونيا وحصلت على ثقة الزبون، خاصة أدوية الجلد والبشرة التي تستعملها كثيرا الفتيات والمراهقات وحتى المراهقين للتخلص من بعض مشاكل البشرة، وكذلك بعض الحبوب المزعوم أنها مكونة من أعشاب طبية لمعالجة بعض الأمراض المزمنة، وأكثر من ذلك هناك بعض الأدوية التي يروج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي على أنها تعالج العقم عند النساء، والمؤسف أن أساليب الإقناع المعتمدة تدفع الزبون إلى الشراء دون تفكير.من جهتها، حذرت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك المواطنين بعدم الانسياق وراء الإعلانات والتبليغ عن من يروجون لها، وتجنب اقتناء الأدوية بشكل عشوائي مما قد يحدث مضاعفات خطيرة على الصحة، وضرورة الاعتماد على العلاج الذي يصفه الطبيب، وأكدت مصادر من "أبوس"، أن القانون يمنع بيع العقاقير الطبية والصيدلانية بطرق عشوائية، عن طريق مواقع إلكترونية حيث تؤكد المادة 3 من القانون رقم 08-05 المتعلق بالتجارة الالكترونية أن المتعامل الوحيد الذي له صلاحية بيع الأدوية هو الصيدلي. وأنه يمنع تسويقها تحت غطاء التجارة الإلكترونية ويعتبر ذلك مخالفة تترتب على مرتكبيها إجراءات عقابية صارمة.
وحسب مصادرنا، فإن ثقافة الاستهلاك لدى المواطن تفتقر إلى الكثير من الوعي، خاصة وأن هناك العديد من ضحايا الغش والتدليس والاحتيال الالكتروني على مستوى ولاية وهران، ولكن أمام غياب ثقافة التبليغ أيضا بقي الوضع يتفاقم ويأخذ منعرجات خطيرة تهدد صحة وسلامة المواطن.