يعتبر المرحوم الشيخ الزبير من الشخصيات المحبوبة لدى سكان ولاية وهران والولايات المجاورة، وتتلمذ على يده أبرز الشيوخ في وهران
ومناطق الوطن، فهو من مواليد 02 فبراير سنة 1927 بسيدي بلعباس، عاش حياة بسيطة خلقت منه رجلا عالما وعصاميا ومكافحا وكان من الأئمة الذين انفردوا بحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وتتلمذ على يد أشهر المشايخ وتابع دراسته في المدرسة الفرنسية التي كللت بحصوله على الشهادة الابتدائية .
واصل دراسته على يد الشيخ بخالد بن كابو ومشايخ آخرين، وقد رأى أشياخه توجيهه إلى جامعة القرويين الذي لحق بها سنة 1944 إلى غاية 1951 حيث تحصل على أعلى شهادة علمية دينية عادة ما كانت تمنح للمتخرجين من طلبة الدروس النهائية وهي شهادة "العالمية" التي كانت تعادلها شهادة "التطويع" بجامعة الزيتونة بتونس، أو التحصيل بالأزهر الشريف بالقاهرة .
عاد إلى أرض الوطن وعين في سلك التربية
و التعليم في المدرسة الحرة التابعة لجمعية العلماء بمدينة سيدي بلعباس وكان ذلك في أكتوبر 1951 حتى شملها الإغلاق عام 1954، حيث واصل الشيخ المرحوم عبد القادر الزبير رسالته والتحق من جديد بمؤسسة تعليمية أخرى كمدير لمدرسة "الشهاب" بأرزيو التابعة هي الأخرى لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين .
في سنة 1958 عمد الاستعمار الفرنسي إلى غلق كل المدارس القرآنية والكتاتيب والمساجد والزوايا، لأنها أصبحت تشكل خطورة على أمنه واستقراره، فخشيت الثورة على تصفيتهم فعملت على تهجيره، فأوكلت إلى الشيخ الزوبير مهمة بالمغرب الأقصى بتكليف من جبهة التحرير الوطني والقيادة العامة بحكم تمتعه بثقافة عالية وإتقانه للغتين العربية والفرنسية .
بعد الاستقلال عين كأستاذ للغة العربية بثانوية العقيد لطفي ثم التحق بوزارة الشؤون الدينية كإمام خطيب بجامع علي بن أبي طالب بحي الحمري، ثم نائبا لمفتش الشؤون الدينية ثم مفتشا لها خلفا للشيخ البشير بويجرة الطيب، ثم مفتشا عاما لولايات الغرب حتى عام 1991 حيث أحيل على التقاعد .
لكن نشاط هذا الشيخ العالم الفاضل لم تنته بالتقاعد بل ازداد عمله وعلمه وكثر نشاطه، لقد كون لنفسه دروسا في علم التفسير والحديث واللغة والنحو يدعم تفسيره باللهجة العامية، والفرنسية التي يجيد استعمالها ويحسن توظيفها، الشيء الذي جعل من وزارة الشؤون الدينية تكلفه بإعطاء دروس دينية في المهجر .وقد أخذ من مسجد عبد الله بن سلام مقرا لنشاطاته و دروسه .
توفي الشيخ الزوبير عبد القادر الإمام الخطيب والعالم والمجاهد، عن عمر يناهز 79 سنة إثر مرض ألزمه الفراش لمدة سنوات، يوم 11 أوت 2006 بوهران، ليرحل الرجل ويبقى زاده الفكري ينير طريق طلاب العلم.
