أشغال إعادة الاعتبار "للفندق الكبير" قاربت ال 80 بالمائة .... تحفة معمارية جسدت الفخامة

أشغال إعادة الاعتبار "للفندق الكبير" قاربت ال 80 بالمائة .... تحفة معمارية جسدت الفخامة
وهران
تحفة معمارية جسدت الفخامة بألوانها المتناسقة على أرض المدينة المتوسطية تبهر زوارها وكل من يقترب من ساحة المغرب، أو من السوق الشعبي "الاوراس" ويقف أمام جمالية المكان ويكتشف ما يكتنزه من خصوصيات تاريخية متعددة ويلمس التغيير المجسّد على الواقع. مشروع إعادة الاعتبار للفندق الكبير الذي أثار الكثير من الجدل يقترب أخيرا من محطة انتهاء الأشغال وتسليم البناية ودخولها حيز الاستغلال مجددا، بعدما تجاوزت الورشات المفتوحة ال 79 بالمائة على مستوى كل أجنحة الفندق وملحقاته والنقاط الأخرى المحيطة به، بوتيرة متسارعة أخذتها على عاتقها المؤسسة المكلفة ببرنامج تأهيل التحفة المعمارية ومنحها الطابع الجمالي الذي يجمع بين تاريخ حقبات مضت وحاضر لا يتخلى عن ماضيه. كل من يقصد وسط المدينة من سكان وهران وزوارها يلمسون التغير الايجابي الذي حظيت به ساحة المغرب والمكسب الذي ظفرت بها الولاية هذه السنة بنفض الغبار عن أكبر وأعتق فندق من حيث القيمة التاريخية والهندسية والمعمارية، ليقف مجددا ويستعيد أخيرا عافيته بعد سنوات طويلة من الإهمال والمشاكل القانونية والاجراءت الإدارية الذي حصرته في خانة استثنائية لا تتعدى نقطة الاستفهام. حوّل شارع محمد خميستي بوسط المدينة وبالتحديد ساحة المغرب إلى قطعة فنية أثرية لا تتكرر بمناطق أخرى من داخل وخارج الوطن تستهوي السوّاح وتضبط قائمة مفتوحة من المشاهدين أمام ما تفننت في عرضه المؤسسة المختلطة الجزائرية - الايطالية فأبدعت في تقديم طراز عالِ يرتقى إلى درجة المعمار القديم الزاهي والغني بفنونه وزخارفه الهندسية، ويتربع على كرسي التصاميم النادرة التي لم تفقد خصوصيتها التاريخية مع مرّ الزمن ولم تتنازل بالوقت نفسه عن ركب العصرنة والتحول الرقمي. بألوان بارزة بين الرمادي والأبيض الكريمي والأخضر الفاتح بدأت ملامح البناية العتيقة تتضّح من بعيد وترسم لكل من يقترب من اللّوحة الطبيعية، وتؤكد بالمقابل أنها تجاوزت مرحلة الاحتضار على يد معالجها المتخصص في الترميم وإعادة التأهيل للبنايات القديمة. من نوافذ الطابق الخامس للفندق توشّح الهيكل باللون الرمادي الذي يتفق كثيرا مع الهندسة الهوسمانية المجسّدة في عمارات نهج الصومام، واختار اللون الأبيض الكريمي لتزيين واجهته الممتدة من شارع "لاباستي" إلى غاية شارع محمد خميسيتي، أما النوافذ فلم تتخل عن مادة الخشب المهيأة بالطريقة العصرية وكأنها تحاول هي الأخرى أن تشارك في حملة الترميم التي أطلقتها المؤسسة. وحسب مؤسسة التسيير السياحي للغرب التابعة لمجمع فندقة سياحة وحمامات معدنية ، فإن المشروع ستتسلمه وهران في نوفمبر 2024 باقتراب إتمام الأشغال المدرجة في برنامج الترميم بخصائص الهندسة الهوسمانية المطلقة بلمسة رقمية معاصرة. واستكمالا لنفس الخطوات والمراحل المتبقية من المشروع، تكفلّت المؤسسة بتهيئة المحلات السبع الموزعة على طول الشارع والمتواجدة أسفل الفندق، حتى لا تشوّه واجهة المكان وأخذت مصاريف العملية على عاتقها. نفس الشيء بالنسبة للمؤسسة المصرفية المتواجدة بمحاذاة الفندق، فقد حظي البنك بحصة من ورشات إعادة الاعتبار التي انطلقت في نفس الفترة وبهذا تكون المؤسسة قد أزاحت كل العقبات التي قد تقلل من القيمة الجمالية للبناية.

يرجى كتابة : تعليقك