ألقت عملية دخول أعداد معتبرة من السيارات الجديدة إلى الجزائر، لاسيما تلك التي دخلت من ميناء مستغانم ، بظلالها على أسعار السيارات المستعملة، التي سجلت تراجعا طفيفا، في الفترة الأخيرة، عبر مختلف الأسواق، أبرزها سوق ماسرى الأسبوعي، حيث أصبح للمواطن في الوقت الحالي، خيارات الشراء، بمركبة يصل ثمنها من 70 إلى 100 مليون سنتيم، بيد أن الملاحظ في هذه الأسواق، هو بقاء عملية البيع والشراء مجمدة، بسبب رغبة الزبائن في التريث، من أجل الاستفادة من امتيازات شراء مركبة جديدة.وأجمع أغلب الذين زاروا، سوق السيارات القديمة، بكل من ماسرى الوطني وعين تادلس المحلي، على تراجع طفيف في الأسعار، لبعض المركبات، غير أن هذا التراجع، قابله ركود ملحوظ في عملية البيع، في السوق حسبما استقته "الجمهورية"، من بعض الزوار، الذين أكدوا على أن حركة البيع والشراء ما زالت معلقة، وأن الغالبية من الباعة والمشترين حسب تصريحات المواطنين، يفضلون التريث في البيع والشراء، وأغلب الزائرين اكتفوا بالتجوال في السوق بين المركبات.وتابع أحدهم بقوله، إن عدد السيارات، التي بيعت أول أمس بالسوق، قليل جدا وأغلبها يتراوح بين 70 و150 مليون سنتيم، مضيفا أن الأسعار الحالية، تبقى مرتفعة بعض الشيء، لاسيما بالنسبة لأصناف من السيارات، وأنه نادرا ما تصادف شخصا، قد باع سيارته، فأغلب المركبات ظلت أسعارها مفتوحة بلغة السوق، مشيرا إلى أن هناك منهم من لم يتلقوا، أي عرض للشراء، وهو ما زاد من مخاوفهم وحسرتهم لاسيما "السماسرة".
ومن بين الأسعار المطبقة في سوق ماسرى الأسبوعي، الذي يأتيه الباعة و المشترين من كل أنحاء الوطن، سيارة "هيونداي" 2013، والتي بلغ سعرها 194 مليون سنتيم، غير أن البائع رفض البيع، وأبقى على السعر مفتوحًا، فصاحبها يطالب بـ 205 ملايين سنتيم، بينما ناهز سعر سيارة "رونو ميجان"عام 2000 الـ 120 مليون سنتيم، فيما تلقى صاحب سيارة "سوزوكي ألتو" 2013 عرضًا بـ 125 سنتيم، غير أنه رفض البيع، لأنه يطالب بـ 133 مليون سنتيم. وعُرضت سيارة من نوع "شيفرولي سبارك"، سنة 2011، بسعر 125 مليون سنتيم و"بيجو 306" سنة 1996، بسعر 55 مليون سنتيم. فيما عرضت سيارة "غولف 4"، بسعر 150 مليون سنتيم. وسيارة 106 سنة 2000، بسعر 80 مليون سنتيم، كما عرضت سيارة "بارتنر" سنة 2009، بسعر 100 مليون. أما سيارات "سوكون" فتباينت أسعارها حسب سنة تصنيعها، فمثلا "سوكون" 2012 عرضت بسعر 105 ملايين سنتيم، وأخرى عام 2010، بسعر 98 مليون والثالثة لسنة 2015 بثمن 110 ملايين سنتيم، في حين تم عرض سيارة "ألتو" عام 2008 بسعر 40 مليون سنتيم.
هذا و كان ميناء مستغانم قد سجل دخول أزيد من 36 ألف سيارة جديدة، خلال عام 2023، وفق ما أفادت به المؤسسة المينائية، التي أكدت على أن الفترة الممتدة ما بين مارس 2023 ونهاية ديسمبر، شهدت استيراد 36584 سيارة عبر الميناء، من كل أصناف علامتي "فيات" الإيطالية "أوبل" الألمانية. إلى جانب دخول أول سيارة، تسير بالطاقة الكهربائية 100%، تصل إلى الوطن، في إطار سياسة الدولة، لتسويق هذا النوع من المركبات، التي تزود بالطاقة الكهربائية، والتي يتطلع من خلالها إلى مواكبة السوق الجديدة، في إطار الانتقال الطاقوي في البلاد، بتوفير هذا النوع من السيارات. وحسب إدارة المؤسسة المينائية، فإنه يرتقب أن تتواصل باقي الشحنات، دخول ميناء مستغانم خلال عام 2024، في سياق تراخيص النشاط والاستيراد، التي منحتها وزارة الصناعة لعدة علامات.
وفي هذا الصدد، يقول أحد المختصين في مجال السيارات، إنه تبعا لهذه الشحنات التي دخلت الجزائر، فقد انخفضت أسعار بعض السيارات المستعملة، بمعدلات تتراوح ما بين 30 مليون سنتيم إلى قرابة 100 مليون سنتيم، للمركبات الغالية، فضلا عن ركود شبه تام لمعاملات البيع والشراء، حيث حسبه يفضل الكثير من الزبائن، انتظار ما ستستقر عنه الأسعار، بعد ضبط السوق وعودة عمليات الاستيراد، إلى وضعيتها الطبيعية، خاصة أنّ جُل المؤشرات، تتجه نحو دخول علامات أوروبية وآسيوية جديدة السوق الوطنية، خلال هذا العام، موازاة مع ترقب إنتاج أولى السيارات من المصانع المحلية، التي ستصاحبها فتح باب الاستفادة من القروض البنكية، لشرائها بالتقسيط، باعتبارها منتجات جزائرية الصنع، الأمر الذي يوفر خيارات أوسع للمواطنين باختلاف فئاتهم ومداخيلهم وقدرتهم الشرائية.