من المنتظر أن يحل الناخب الوطني الجديد فلاديمير بيتكوفيتش اليوم بالعاصمة، بعدما تم تعيينه من طرف الإتحاد الجزائري لكرة القدم على رأس العارضة الفنية للمنتخب الأول، خلفا لجمال بلماضي الذي أنهيت مهامه بعد إقصاء "الخضر" من الدور الأول لكأس أمم أفريقيا الأخيرة، كما هو معلوم. وقد كانت المفاوضات ماراطونية بين "الفاف" والتقني البوسني، سيما في النقاط المادية وكذا أمور تخص الجانب الضريبي، حيث استفسر بيتكوفيتش في بداية الأمر من الاتحادية عن جزئية تتعلق بكيفية تسديد الضريبة على الراتب والبلد الواجب عليه تسديدها على مستواه، بين الجزائر وسويسرا، ليتم إبلاغه من طرف مسؤولي "الفاف" بأن التحفظ لا يعدو أن يكون تحصيل حاصل، بالنظر إلى وجود اتفاقية مع البلدان الأوروبية تسمح لمواطنيها الذين يعملون خارج بلدانهم، مثل العمل في الجزائر، بتسديد الضريبة على الدخل مرة واحدة وفي البلد الذي يعمل فيه، لتضيف الاتحادية، مطمئنة بيتكوفيتش، أن الأمر يسهل التأكد منه في سويسرا وبأن مدربين سابقين عملوا بالجزائر لم يواجهوا إطلاقا هذا المشكل. وكشف مصدر لـ "الجمهورية" أنه وبعد مفاوضات صعبة حول الشق المالي، وافق في النهاية الناخب الجديد على تقاضي 135 ألف أورو شهريا، وتوصل بيتكوفيتش وصادي إلى اتفاق يتعلق بالأهداف، والتي يتصدرها التأهل إلى المونديال الأمريكي، على أن يحصل المدرب على منحة في حال ضمان التأهل تبلغ 400 ألف أورو، بينما أبدى بيتكوفيتش رغبة في عدم رفع سقف الأهداف عاليا في نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة لتفادي الضغط، مستدلا بوضعية المنتخب الجزائري الذي خرج في الدورتين الأخيرتين من الدور الأول للمنافسة القارية دون أي فوز. وفي الوقت الذي طلب فيه بيتكوفيتش الاكتفاء ببلوغ الدور الثاني في المنافسة القارية المقبلة والتركيز أكثر على المونديال، أصر صادي على ربع النهائي، مع التأكيد أن الهدف الرئيسي سيبقى بلوغ المونديال، مع تحديد المكافآت المالية أيضا للمدرب ابتداء من ربع نهائي كأس أمم إفريقيا المقبلة، على أن يحصل بيتكوفيتش على منحة قدرها 200 ألف أورو في حال نيل كأس إفريقيا للأمم، بينما تم الاتفاق على سلم المنح التي يستفيد منها المدرب فلاديمير بيتكوفيتش في المونديال كلما تقدم في الأدوار. ولتفادي أخطاء عقد الناخب السابق الذي لا يحمي "الفاف"، فقد تم تدوين في عقد بيتكوفيتش على أنه ينتهي تلقائيا في حال عدم تحقيق الأهداف المتفق عليها دون تعويض مالي، فيما يمكن للاتحادية الإبقاء عليه إلى غاية مونديال 2026 في حال عدم تحقيق الأهداف المنصوص عليها في العقد بخصوص كأس أمم إفريقيا 2025. وفي الأخير وطبقًا لنفس المصدر، فقد سأل بيتكوفيتش عن وسائل العمل الواجب توفيرها، وقدم لرئيس الفاف، خلال المحادثات، فلسفته لإعادة بناء المنتخب الوطني، حيث يعتزم في البداية منح الفرصة للجميع، حتى اللاعبين الذين أبعدهم بلماضي، وذلك اعتبارا من نافذة دورة "الفيفا" المقررة ما بين 18 و26 مارس بالجزائر، على أن يشرع بعد ذلك في عملية الاحتفاظ بالعناصر التي يرى بأنها الأنسب له في المرحلة الجديدة، فيما اشترطت عليه "الفاف"، في إطار المرحلة الجديدة، التحلي بطريقة تعامل مع الإعلام يسودها الاحترام وليس التوتر.