أكدت عاشقة لغة الضاد الشاعرة لويزة ناظور أن المرأة الجزائرية قطعت أشواطا كبيرة وأصبحت اليوم تُعبِّر عن ذاتها وعن مجتمعها، واصفة إياها بالمرأة المثقّفة، والمتعلِّمة، والمديرة، والمسؤولة وغيرها، مضيفة أن نضال المرأة الجزائرية اتخذ صورا عديدة، فبعد تضحياتها ونضالاتها من أجل تحرير البلاد من قيود المستعمر، تميزت بنضالها وإسهامها في مراحل التشييد والتنمية، كما يأتي إبداعها ليشكل لدينا صورة معبرة ينغمس في ثناياها حب الوطن.
من هي لويزة ناظور ؟
صعب أن يعرّف الإنسان عن نفسه، لكن إذا حاولت الإجابة سألجأ إلى الشعر، وأقتبس عن محمود درويش وأقول لك إنني إنسانة تحب الحياة إذا ما استطاعت إليها سبيلا، عاشقة للغة العربية التي جعلت منها لغة الإبداع والعمل والتواصل، ولعل من تتبع إخباري وجد عددا من المساهمات في تنظيم وتفعيل العديد من التظاهرات الثقافية والفكرية في المؤسسات الثقافية الفرنسية، سعيا مني لإبراز الثقافة العربية المتنوعة، وبأوجهها الأكثر إشراقا. ومؤخرا أوليت لي السلسلة العربية، والترجمة، بدار "يونيسيتي" الفرنسية للنشر والتوزيع.
رغم احتكاكي اليومي بالمجتمع الفرنسي وثقافته بحكم إقامتي ونشاطاتي الثقافية والإعلامية، مازال الوطن الحبيب يشدني إليه كالحبل الوثيق، أولي اهتماما خاصا بالتراث الشعبي الجزائري بشكل خاص، المتداول بالعربية أو الأمازيغية، أسمع كثيرا إلى أغاني الشاعر "لونيس آيت منقلات"، والفنان "إدير" وهو أول فنان من شمال إفريقيا أوصل الأغنية الأمازيغية إلى العالمية، من بوابة أغنية "أفافا اينوفا" الشّهيرة، والتي ترجمت إلى حوالي 23 لغة، كما مازالت أغاني أم كلثوم ومحمد عبدو تطربني، في حين أستمتع كثيرا بروائع الغناء الشعبي العاصمي البهيج.
كيف وصلت إلى هذا النجاح؟
إذا كان هناك نجاح يذكر ربما يعود الفضل إلى الحب الذي أحمله للغة العربية، وشغفي بها كلغة الشعر والإبداع والتواصل والإنسانية، رغم إقامتي بباريس ما أزال متمسكة بها وشغوفة بالعمل والتواصل من خلالها، سواء كان ذلك في فضاءات الإبداع أو مجالات الإعلام والترجمة، وكذلك في ميدان التفعيل الثقافي…كلٌّ يدور حول فلك لغة الضّاد التي أعتز بها كثيرا وأسعى جاهدا للتعريف بها كلغة حضارة وإنسانية.
سعدتُ جدا، حين دعيتُ مؤخرا كضيفة شرف في أمسية شعرية بباريس، حيث ألقيتُ إحدى قصائدي باللغتين العربية والفرنسية، كما شاركتني الناقدة الفرنسية "نيكول غودو" في إلقاء قصيدة تحمل عنوان "الوطن" مهداة إلى الجزائر موطن الأجداد. وهو نوع من النجاحات التي أعتز بها، لأنني أسعى جاهدة لإبراز جمال اللغة العربية كلغة حوار وحضارة في الأوساط الثقافية والمحافل الثقافية، خاصة في وسط الشباب،حيث أنشط في ورشات شعرية تثقيفية وتربوية أدخل فيها غالبا عامل اللغة العربية.
ما هي النصائح التي تقدمينها للمرأة الجزائرية في عيدها العالمي؟
بقد قطعت المرأة الجزائرية أشواطا كبيرة وأصبحت اليوم تُعبِّر عن ذاتها وعن كلّ شيء، وهي امرأة مثقّفة، ومتعلِّمة، مديرة، ومسؤولة، وقاضية، وتقود الطائرات…إلخ، إثبات الذات هو نوع من تحقيق الأهداف النبيلة بانسجامٍ قُدراتنا مع إبداعاتنا، مع كلّ ما يُمكن أن نحقّقه في المُجتمع ولِذاتنا في نفس الوقت، لهذا على المرأة أن تتحرر من قيود الظلم والجهل والتبعية وتتسلح بالعلم، فهي التي يقع على عاتقها تربية أجيالنا القادمة…
وبهذه المناسبة استحضر معكم اليوم، من باب التكريم والإجلال والعرفان، مآثر نسائنا الخالدات اللواتي تميزن بمواقفهن وتضحياتهن من أجل الوطن، فسُجل مسارُهن في صفحات التاريخ الذهبي، لتصبح تجاربُهن في حد ذاتها عبرةً ودروسا للأجيال القادمة. وليشهد تاريخ الجزائر المتعاقب في كل مرة، نبوغ شبلات من تلك اللبؤات، اللَّوَاتي انتشقن سلاح الحرية والحق من أجل أن تحيا الجزائر.
لقد اتخذ نضال المرأة الجزائرية صورا عدة، فبعد تضحياتها ونضالاتها من أجل تحرير البلاد من قيود المستعمر، تميزت بنضالها وإسهامها في مراحل التشييد والتنمية، كما يأتي إبداع المرأة الجزائرية ليشكل لدينا، سواء بعنفوانه أو بعفويته، صورة معبرة ينغمس في ثناياها حب الوطن، فكل عام والمرأة الجزائرية بخير، وكل عام والمرأة الجزائرية تتميز ببصمتها الإيجابية من أجل بناء المستقبل.