المناسبة تحضيرات رمضان، والمكان سوق التوابل بوهران، والتاريخ ساعات قليلة عن الشهر الفضيل، والموقع نقاط البيع المتخصصة في البهارات الأكثر طلبا، هي المعادلة الاستثنائية التي جمعت العائلات الجزائرية وبالتحديد ربّة البيت التي تبدع وتتفنن من أجل تقديم مائدة إفطار خاصة في كل مرة تستعد فيه لتحيين عادات زمان بلّمة عصرية متألقة.على مقربة من ثبوت الشهر الكريم تتهيأ الأسواق اليومية لتقديم أجمل ما عندها بعروض خاصة تليق بالمناسبة الدينية، ومحلات العطارة من بين الهياكل التي تبرز وتتوسع بشكل ملفت للانتباه، كلما هلّ رمضان وتتنافس لعرض أخر لمساتها بنكهات رمضانية ممزوجة بالعطارة الجزائرية الأصلية والمنتوج الهندي والطبخ الأسيوي.لا شك أن كل من يقترب، أو يقصد سوق التوابل يلمس التغيير الذي شهده في السنوات الأخيرة والطراز المتطور الذي يلازمه هذه الأيام والإبداع الذي طرق بابه في المدة الأخيرة، من خلال محلات متخصصة بدأت تنشط بشكل تدريجي في هذا المجال، بحضور متخصصين في عالم الأعشاب والبيولوجيا يعملون على ضبط الخلطات الصحية التي تدخل في إعداد أطباق رمضان. لم يعد نشاط بيع البهارات بوهران محصورا على محلات "المدينة الجديدة" ولم تعد تجارة التوابل تقدم مزيجا غير متكاملا من "عطارة الحريرة والمتوم وطاجين الحلو" ، بل راحت النقاط المتخصصة تنتج أنواعا جديدة لم تكن معروفة من قبل بجرعات متساوية ومدروسة ، حتى لا تفقد نوعيتها ونكهتها من قبل حرفيين مؤهلين لهم الخبرة والدراية في ضبط الكمية المطلوبة .وعن طريق قائمة كبيرة من الخلطات تفوق 40 نوعا جديدا تعرض مثل هذه المحلات خدماتها على زبائنها استعدادا لشهر الصيام ، بشكل تطرق به باب الحيرة والتردد لانتقاء ما يلزمه في مائدة الإفطار، من بينها الخلطات التي تدخل في إعداد "صلصة" السلطات وبهارات البطاطا "المقلية" و"الغراتان" وغيرها من النكهات التي تعطي طعما مغايرا يفتح شهية الصائم وتدفعه لولوج السوق وإدراجها ضمن أجندة يوميات الصائم .