من بين المساجد التي تزخر بها ولاية وهران والتي أعطت جمالا فائقا و رونقا لعاصمة الغرب الجزائري المسجد القطب عبد الحميد ابن باديس الذي يعتبر مكسبا ومنارة دينية رائعة، وأيضا مفخرة لوهران التي تملك تاريخا عظيما وحضارة إسلامية عريقة، ..هذه التحفة المعمارية الحديثة الراقية التي شيدت على نمط العمارة الإسلامية القديمة.
يقع الجامع القطب "عبد الحميد بن باديس" بحي "جمال الدين"، وهو يُسر أعين الناظرين خصوصا خلال الفترة الليلية، حيث تضيء الأضواء المناطق القريبة من هذا المسجد، ما يعطي نظرة في منتهي السحر والجمال، ويعد المسجد القطب ثاني أكبر جامع في الجزائر، بعد المسجد الأعظم الذي دشن مؤخرا من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أما جامع إبن باديس فتم تدشينه سنة 2015 ، وقد تم انجاز هذا المرفق الديني المتميز بالطابع المعماري الأندلسي على مساحة مبنية تفوق 639 ألف متر مربع.
يتميز مسجد العلامة عبد الحميد بن باديس بمنارة مغطاة بالزجاج الثانية من نوعها على المستوى الوطني بعد المسجد الأعظم، حيث يبلغ ارتفاعها 104 مترا ،وتتشكل من 21 طابقا، تحتضن المكاتب والمصالح الإدارية، كما يضم هذا الصرح الديني قبة بعُلوّ 64 مترًا و8 أبواب، اثنان منها مصنوعان من الخشب و"البرونز"، تقود إلى الداخل لاكتشاف هندسته الرائعة، وزخرفته الراقية والثرايا الكبيرة المتدلية من السقف التي تسُرُّ الناظرين.
ويشمل المسجد قاعة للصلاة للرجال وأخرى للنساء بالطابق العلوي، وفضاءات أخرى للصلاة بطاقة إجمالية تقدر بنحو 25 ألف مصلي، ويتوفر هذا المركب الإسلامي على معهد عالي للإمامة ومدرسة قرآنية ومركز للفنون الإسلامية وقاعة محاضرات تتسع لـ 600 مقعد وقاعات للعرض ومكتبات والميدياتيك .
أصبح هذا المركب الحضاري والديني الإسلامي مركز إشعاع حقيقي بعاصمة الغرب الجزائري، وذلك من خلال احتضانه للقاءات الفكرية والعلمية ومساهمته في النشاطات الثقافية..، تقام في الجامع القطب الصلوات الخمس، بالإضافة إلى شعيرة الجمعة والتراويح في الشهر المبارك، ..جمع الجامع القطب الذي يحمل اسم العلامة رمز النهضة العلمية الجديدة "عبد الحميد بن باديس" بين القيمة المعمارية المتمثلة في فن العمارة الإسلامية وبين القيمة الدينية والتربوية والمحتوى التعليمي المتميز.