يقف المتسوّق عاجزا عن انتقاء العباءة الرجالية أو طاقم الصلاة النسائي أمام ما تقدمه السوق من منتوجات متنوعة وألوان متباينة تزامنا مع حلول شهر الفضيل، ويجد نفسه مترددا للفصل النهائي في معادلة الاختيار الصعبة المفروضة عليه أمام الانتعاش الحقيقي لهذا النشاط مع حلول رمضان.
سوق العبايات السوداء والملونة تختلف كثيرا عن النشاطات التجارية ونقاط بيع الملابس الجاهزة وتتباين من حيث النوع واللون الجذاب الذي لا يصمد أمامه كل من يقصد المكان، وتبتعد السوق أكثر عن كل أوجه المقارنة بينها وبين الموديلات الجاهزة مادامت قد اختارت هي الأخرى ولوج باب المنافسة من مجاله الواسع واكتساح الساحة المحلية وبقوة في المناسبات الدينية والأعياد. من المنتوج المحلي بألوانه المتناسقة إلى السلع المستوردة توسع هذا النشاط في السنوات الخمس الأخيرة وأصبح حاضرا على امتداد مساحات كبيرة لا تبالي ولا تهتم بالحدود التجارية التي تقيد ممارساته ويفضل أن يشارك بنسب متفاوتة في تلبية طلبات زبائنه من فئات عمرية مختلفة .
ومن القفطان والجلابة إلى المليفة و" الجبادور" اقترن هذا السوق بتسميات بارزة تحدد النوع و"الموديل" والمنتوج وحتى القماش وتضبط بالمقابل سعر البضاعة من حيث النوعية الأولى والثانية ومن حيث السن كذلك، إلى أن تحوّل وفي فترة وجيزة إلى عالم يرتبط ومن قريب بالتحضيرات الخاصة بالضيف الكريم والتربية الروحانية التي استقطبت بشكل كبير فئة الشباب المولع بالموضة والجمال . وفي هذا الموسم بالذات تدرجت 10 موديلات بين الأزرق والأسود والرمادي والأبيض وتربعت على كرسي الإبداع ، كل موديل يختلف عن الآخر، وكل قميص معروض بهذه المحلات، لا يشترك مع السابق لا من حيث نوعية القماش ولا من حيث الطرز فاسحة المجال أوسع للمتسوق الذي اعتاد على انتقاء أجمل ما سوقته المحلات لهذا الموسم. لا تكاد الحركة تتوقف عند سوق الأقمصة الرجالية وأطقم الصلاة النسائية مع حلول رمضان وعشية استقبال هذه المناسبة على خلفية التهافت الكبير على الأنواع المعروضة من قبل الشباب والأطفال الذين يفضلون استقبال ضيفهم العزيز في أبهى حلّة، مع الحرص على تسخير كل الاستعدادات الخاصة بثوب الصلاة والزينة قبل أداة صلاة التراويح، خاصة أن من عادات الوهرانيين الاهتمام المتواصل بالجانب النفسي والديني الذي يضمن لهم الطريق الصحيح نحو التعبّد والخشوع .